عمان بوست – عادت الأجواء من جديد لتتسم بالتوتر في لبنان، بعد سلسلة من الانفجارات المدويّة لأجهزة اتصال لاسلكية تستخدمها جماعة حزب الله، مما أسفر عن استشهاد 20 شخصاً وإصابة أكثر من 450 في أدمى يوم منذ بداية التصعيد على الحدود مع إسرائيل قبل نحو عام.
وزارة الصحة اللبنانية أعلنت عن ارتفاع الحصيلة بعد يوم واحد فقط من انفجارات مماثلة، حيث تم الإبلاغ عن مقتل 12 شخصاً بينهم طفلان. هذه الأحداث تأتي في ظل تصاعد القصف المتبادل بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل، مما يعكس حالة من الفوضى المتزايدة.
في وقت لم تعلق فيه السلطات الإسرائيلية على الحوادث، أفادت مصادر أمنية بأن جهاز الموساد قد يكون وراء التفجيرات، بينما وصف أحد مسؤولي حزب الله الحادثة بأنها “أكبر خرق أمني” في تاريخ الجماعة.
تزامنت هذه التطورات مع استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، مما زاد من القلق من إمكانية اندلاع حرب شاملة على الحدود مع لبنان. وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صرح بأن الحرب قد دخلت مرحلة جديدة، حيث يتم نقل المزيد من القوات إلى الشمال.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بالتصعيد المتهور الذي يهدد المنطقة، بينما نفى المسؤولون الأميركيون أي دور لهم في الانفجارات، مؤكدين على أهمية الجهود الدبلوماسية لتجنب تفاقم الوضع.
وفي خضم هذه الفوضى، قامت فرق الإسعاف اللبنانية بالاستجابة السريعة للانفجارات، مع تأكيد وجود أجهزة اتصال تم تصنيعها بواسطة شركة آيكوم اليابانية، والتي توقفت عن إنتاجها قبل عقد من الزمن. ومع ارتفاع حصيلة القتلى، أكد حزب الله أنه سيقوم بالثأر، مما ينذر بمزيد من التصعيد.
مع تزايد التوترات، يتوجه الأنظار نحو مجلس الأمن الدولي الذي من المقرر أن يعقد اجتماعاً لمناقشة الأحداث الأخيرة بطلب من الدول العربية، مما يجعل المنطقة أمام مفترق طرق قد يغير من مجرى الصراع في الشرق الأوسط.