عمان بوست – في تصعيد خطير للأحداث، أكد رئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة، السبت، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بوضوح لجرّ لبنان إلى حرب شاملة، محذرًا من أن هذا التوجه قد يشعل المنطقة بأسرها ويحولها إلى ساحة صراع مفتوح.
وأشار السنيورة إلى أن إسرائيل نفذت خلال الأسبوع الحالي “عمليات إجرامية” بتفجير أدوات الاتصال يومي الثلاثاء والأربعاء، وتبعها قصف عنيف على الضاحية الجنوبية في بيروت الجمعة. وأوضح أن نتنياهو يحاول استدراج حزب الله إلى هذه المعركة لتوسيع نطاق الحرب، وهو أمر لا يخدم مصلحة لبنان خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الهشة التي تعيشها البلاد.
وأضاف السنيورة: “إسرائيل تدفع باتجاه تصعيد خطير قد يجر لبنان والمنطقة إلى مزيد من الفوضى”. ودعا إلى اتخاذ موقف حازم من هذه التطورات المتسارعة، معتبراً أن الدخول في حرب ليس من مصلحة لبنان في الوقت الراهن.
منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا مستمرًا، حيث تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية، أبرزها حزب الله، القصف مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي. وقد أسفرت هذه المواجهات عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الجانب اللبناني.
وخلال هذا الأسبوع، استشهد العشرات من اللبنانيين وأصيب المئات بعد تفجير أجهزة اتصال، وهو ما اعتبرته الحكومة اللبنانية وحزب الله عملاً إسرائيلياً متعمدًا. وتفاقم الوضع مع استشهاد 37 شخصًا، بينهم قياديان من حزب الله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
ورغم هذا التصعيد، أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يسعى إلى “تصعيد واسع” مع حزب الله، لكن السنيورة حذر من أن إسرائيل تستغل الدعم الأميركي الضعيف لتمرير أهدافها العسكرية. وقال السنيورة إن “الموقف الأميركي متردد بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية”، مشيراً إلى أن واشنطن تحاول تجنب الحرب لكنها تمنح إسرائيل حرية الاستمرار في العمليات العسكرية.
تصاعد الأحداث يدفع لبنان والمنطقة نحو المجهول، حيث يلوح شبح الحرب الشاملة في الأفق.
المملكة