عمان بوست – في كلمة قوية خلال القمة السنوية لعالم شاب واحد في مونتريال بكندا، أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن الممارسات الإسرائيلية في فلسطين وحرب غزة تؤثر بشكل عميق على مستقبل الأجيال المقبلة، محذرة من أن هذه الأوضاع قد تجر العالم نحو الفوضى.
وقالت جلالتها أمام حشد من شباب من 190 دولة: “نستحق عالماً قائماً على العدالة، حيث يعلو حكم القانون على القوة، نظاماً يعاقب جرائم الحرب والانتهاكات بدلاً من منح الاستثناءات”. وأضافت أن قيمتنا تُحدد بإنسانيتنا وليس بجوازات سفرنا أو لون بشرتنا.
ودعت الملكة الشباب إلى فهم تاريخهم وتجارب الفلسطينيين، موجهة تساؤلات ملحة: “هل ستختارون القانون أم الفوضى؟ المساءلة أم الإفلات من العقاب؟ الحياة أم الموت؟”.
وفي تأكيد على خطورة الوضع، أوضحت أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تعاني من نظام ضم غير مسبوق، وحصار خانق على غزة، وهجمات المستوطنين. مشيرة إلى أن هذا الوضع أصبح جزءاً من النظام العالمي ويمثل تهديدًا مستمرًا لمستقبلهم.
وقالت جلالتها في ذكرى اليوم العالمي للسلام: “يجب علينا أن نناقش واقع الحرب في غزة، حيث تحولت إلى زنزانة خانقة”. وأكدت أن المجتمع الدولي، من خلال الدعم المستمر لإسرائيل، يرسل رسالة مخيفة عن مستقبل الحروب.
وأشارت إلى معاناة جيل كامل في غزة، الذي لم يعرف سوى القيود، وتحدثت عن الخيارات الزائفة المتاحة لهم: “إما الموت السريع أو البطيء من الجوع والمرض”.
استذكرت الملكة حديثها في القمة السابقة عن الأمل، لكنها اليوم أكدت أن الأمل وحده ليس كافياً. “المظلومون يحتاجون إلى تغيير حقيقي في ظروفهم، وليس فقط تغييرات في العقلية”.
وأختتمت جلالتها بالقول: “لا بد من المطالبة بسلام عادل، قائم على الاحترام والكرامة وحق تقرير المصير، في مواجهة الاحتلال غير الشرعي لفلسطين”.
القمة شهدت أيضًا حضور شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، مما يبرز أهمية القضايا المطروحة ويؤكد الحاجة الملحة للعمل العالمي الجماعي.