عمان بوست – أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، أن إسرائيل تسعى إلى إنهاء دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لأنها تريد القضاء على الأمل في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين. جاء ذلك خلال اجتماع وزاري مشترك بين الأردن والسويد، عقد الخميس، على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لحشد الدعم للأونروا.
وأشار الصفدي في كلمته إلى أن الأونروا، التي قدمت تضحيات كبيرة في سبيل دعم اللاجئين الفلسطينيين، فقدت 224 من موظفيها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، فيما تستضيف مدارسها أكثر من 1.9 مليون فلسطيني شردهم القصف، مؤكداً أن معظم تلك المدارس تعرضت للتدمير أو أصبحت ملجأً لمن فقدوا منازلهم.
وقال الصفدي: “الأونروا هي الشاهد الأبرز على استمرار مأساة اللاجئين الفلسطينيين، ودورها لا يمكن التشكيك فيه أو استبداله. الهجوم عليها هو هجوم على حقوق الأطفال الفلسطينيين في الغذاء والتعليم والمأوى والأمل، وخاصة في ظل الكارثة الإنسانية في غزة.”
وأردف قائلاً: “إسرائيل لا تريد للأونروا أن تستمر، ليس بسبب ما يحدث الآن في غزة فقط، بل لأنها تريد إنهاء الأمل بحل قضية اللاجئين بشكل نهائي. الأونروا ليست مجرد وكالة إغاثة، بل هي مرتبطة بحقوق اللاجئين المنصوص عليها في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها حق العودة والتعويض.”
ودعا الصفدي المجتمع الدولي إلى التحرك لدعم الأونروا سياسيًا وماليًا، مشدداً على أن كل دولار يُرسل للوكالة “يعني إنقاذ حياة”، مطالبًا بتحويل الإرادة الدولية التي جددت تفويض الأونروا بأغلبية كاسحة إلى خطوات عملية لدعمها وحمايتها.
من جانبها، شددت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا ستينرغارد، على ضرورة تحسين الظروف الأمنية للعاملين في الأونروا وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق قطاع غزة. وقالت إن “نقص تمويل الأونروا يظل مصدر قلق كبير، رغم دعم العديد من المانحين الجدد والمتكررين، ويجب العمل على تحقيق تمويل مستدام للوكالة”.
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأونروا تواصل عملها رغم الظروف الصعبة، مما يعكس صمود العاملين فيها. وقال إن 123 دولة أعادت تأكيد دعمها للوكالة، مشيرًا إلى أن “الأونروا ليست حلاً طويل الأمد، وإنما يجب الاستمرار في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والسعي إلى حل سياسي يضع حدًا للصراع ويؤدي إلى إقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن.”
من جهته، شدد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على ضرورة حماية دور الوكالة في غزة ووقف إطلاق النار. وأعرب عن قلقه العميق إزاء التحديات المالية التي تواجه الوكالة، مشيرًا إلى أنها ستواجه عجزًا ماليًا يصل إلى 80 مليون دولار بنهاية العام، مما يعرض مستقبل عملياتها للخطر.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 42 دولة و8 رؤساء منظمات أممية، حيث أكدوا دعمهم للأونروا في الاستمرار بتقديم خدماتها الحيوية لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس. ودعوا إلى دعم مالي وسياسي مستدام للوكالة، معربين عن رفضهم للإجراءات الإسرائيلية التي تقوض عمل الأونروا وتستهدف وجودها.