عمان بوست – حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، من أن تدمير الوكالة أصبح “أحد أهداف الحرب” التي تشنها إسرائيل على غزة، معتبرًا أن الهجوم على الأونروا جزء من مسعى لتجريد الفلسطينيين من حقوقهم الوطنية، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير.
وقال لازاريني، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الوكالة الأممية تتعرض لـ”هجمات شرسة من جميع الجوانب، ليست فقط على عملياتها الميدانية، بل أيضًا على الصعيدين السياسي والتشريعي، في محاولة لتشويه سمعتها وتجريدها من شرعيتها”.
وأضاف: “الهجوم ليس موجهًا ضد الأونروا وحدها، بل هو استهداف لنظام الأمم المتحدة بأكمله والمجتمع الدولي، بهدف إنهاء أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقبلية وتقويض حقوقهم الثابتة”. وتابع: “هناك جهود متعمدة لتفكيك الأونروا وجعل وجودها غير قانوني، وهذا ليس له أي علاقة بمزاعم خرق الحياد التي يدّعونها”.
وفيما يتعلق بالوضع المالي، أوضح لازاريني أن الوكالة تعاني من عجز مالي حاد، وحذر من أن عدة دول داعمة للأونروا قد تضطر إلى خفض مساهماتها في العام المقبل نتيجة الظروف الاقتصادية العالمية، مما سيضع الوكالة في موقف أكثر صعوبة.
وقال: “الأونروا تكافح لتغطية احتياجاتها الأساسية حتى نهاية أكتوبر المقبل، ونعمل بشكل مكثف مع عدد من الدول المانحة لسد الفجوة المالية المتبقية وضمان استمرار خدماتنا حتى نهاية العام”.
وفي حديثه عن الأوضاع الإنسانية في غزة، لفت لازاريني إلى أن مليون طفل يعيشون في ظل دمار شامل، بينهم 600 ألف في سن المدرسة، مما يعني أن “جيلاً كاملاً بات ضحية للعنف والدمار وفقدان التعليم”، حيث خسر هؤلاء الأطفال عامًا كاملًا من التعليم نتيجة الحرب الدائرة.
واختتم لازاريني محذرًا: “إذا لم نتمكن من إعادة هؤلاء الأطفال إلى مقاعد الدراسة، فإننا نخاطر بزرع بذور الكراهية والعنف والتطرف في المستقبل. يجب أن نتحرك الآن لإنقاذ هذا الجيل من الضياع”.