عمان بوست – أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أن إسرائيل “لن تحقق النصر” على حماس وحزب الله، ولن يُكتب لها البقاء، في خطبة نادرة خلال إقامته صلاة الجمعة في طهران، حيث توعد بردّ حاسم على العدوان الإسرائيلي المتصاعد.
وفي خطوة غير اعتيادية، تحدث خامنئي باللغة العربية، مشدداً على أن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل “يحظى بالشرعية الكاملة”، واصفاً إياه بأنه “عقاب الحدّ الأدنى” على ما ترتكبه إسرائيل. واعتبر خامنئي أن دعم قواته لغزة هو إجراء قانوني ومشروع، قائلاً: “خطوة قواتنا المسلحة في مساندة غزة قانونية ومشروعة، وجاءت كردّ على انتهاكات الكيان الصهيوني”.
وكانت إيران قد أعلنت، الثلاثاء، أن الهجوم الصاروخي جاء رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في 31 تموز، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في عملية وُصفت بأنها الأكبر منذ حرب لبنان الثانية.
وفي مشهد يرمز للجهوزية للحرب، ظهر خامنئي وإلى جانبه بندقية، في تقليد ديني يعكس الاستعداد لمواجهة الأعداء. واتهم إسرائيل بالعجز عن تحقيق انتصار حقيقي رغم الدعم الغربي والأميركي، مؤكداً أن “المقاومة في المنطقة لن تتراجع باستشهاد قادتها، والنصر سيكون حليفها”.
وخلال خطبته في جامع المصلّى الكبير للإمام الخميني بوسط طهران، اعتبر خامنئي أن “الكيان الصهيوني، الذي تلقى مساعدات هائلة من أميركا والغرب، مني بهزيمة على يد بضعة آلاف من المجاهدين”، واصفاً إسرائيل بأنها “عدو جبان”.
هجمات بالغة التأثير
خامنئي وصف المقاومة في غزة بأنها أذهلت العالم وأعادت إسرائيل 70 عاماً إلى الوراء، مشيراً إلى أن “كل ضربة توجه للكيان الغاصب هي خدمة للمنطقة وللإنسانية جمعاء”. كما أشاد بالأمين العام لحزب الله، الذي اعتبره “رمزاً للمقاومة”، قائلاً: “دفاع حزب الله عن غزة ونصرته للمسجد الأقصى هما خدمة للمنطقة بأسرها”.
وفي الوقت الذي أُعلنت فيه حالة الحداد العام في إيران لمدة 5 أيام على نصرالله، حذر خامنئي إسرائيل والولايات المتحدة من “هجمات مدمرة” إذا ما أقدمت على أي ردود فعل، متوعداً بـ”ردّ قاس” على أي تصعيد أميركي.
مواجهة متصاعدة
من جهتها، أكدت إسرائيل أن الهجوم الإيراني شمل نحو 200 صاروخ بالستي، تم اعتراض معظمها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، فيما توعدت بالرد “في الوقت والتاريخ المناسبين”. وتشير التقارير إلى أن التصعيد الإيراني ضد إسرائيل هو الأكبر منذ نيسان الماضي، حين نفّذت إيران هجوماً مشابهاً باستخدام مسيّرات وصواريخ، في رد على قصف إسرائيلي استهدف قنصليتها في دمشق.
تهديدات متبادلة
في الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى “نقاشات” جارية بشأن احتمال توجيه ضربات إسرائيلية ضد منشآت نفطية إيرانية، وسط مخاوف من أن تتحول المواجهة إلى صراع إقليمي واسع النطاق، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
تزامن التصعيد مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب على قطاع غزة، حيث تحارب إسرائيل على جبهات متعددة ضد حماس في القطاع، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، مما يشير إلى تصاعد المواجهة في المنطقة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.