عمان بوست – أغلقت مستشفيان حكوميان في جنوب لبنان أبوابهما، الجمعة، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي واستهداف المرافق الحيوية والطبية في المنطقة، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
جاء إغلاق مستشفى مرجعيون إثر قصف إسرائيلي استهدف مدخله الرئيسي، ما أسفر عن استشهاد 4 من مسعفيه وإثارة حالة من الهلع بين الكوادر الطبية. وقال مدير المستشفى، مؤنس كلاكش، إن “القصف طال سيارات الإسعاف عند المدخل، مما دفع المستشفى إلى إجلاء الطاقم وإيقاف العمل بالكامل”. وأضاف: “رغم نقص الأطباء والمعدات، كنا نواصل تقديم الرعاية الطبية للمنطقة، لكن الهجوم الإسرائيلي اليوم جعل الاستمرار مستحيلاً”.
نزوح واسع وإغلاق مستشفيات
وأجبر القصف العنيف على بلدة مرجعيون الحدودية السكان على النزوح الجماعي خلال الأيام الماضية، مع تسجيل أولى حالات الاستهداف الإسرائيلي المباشر على المستشفى. وأوضح كلاكش أن المستشفى كان يعمل “منذ أربعة أيام من دون طبيب بنج أو مختصين في المختبر بسبب حركة النزوح”، الأمر الذي زاد من الضغط على المؤسسة الصحية.
في السياق ذاته، أعلنت مستشفى ميس الجبل الحكومي إيقاف العمل في جميع أقسامها بعد اشتداد القصف الإسرائيلي والحصار الخانق على القرى الأمامية، الذي أدى إلى تعذر وصول الطواقم الطبية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية.
استخدام الفوسفور الأبيض وانتهاك القوانين الدولية
وأشارت إدارة مستشفى ميس الجبل في بيان، إلى أن “استمرار استهداف المستشفى والعاملين فيه، واستخدام القوات الإسرائيلية للفوسفور الأبيض المحرم دولياً، جعل من المستحيل تأمين سلامة العاملين والمرضى”، لافتة إلى أن “الحصار طال خطوط الإمداد الأساسية، مع انقطاع الكهرباء والوقود، ما جعل العمليات الطبية متوقفة بالكامل”.
اتصالات دبلوماسية ومحاولات للضغط الدولي
على إثر استهداف الطواقم الطبية، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن إطلاق سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للسماح بمرور فرق الإنقاذ والإغاثة، مؤكداً أن “ما ترتكبه إسرائيل هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية”. وندّد ميقاتي بما وصفه “بالاعتداءات الغاشمة على المنشآت الطبية والعاملين فيها”.
ارتفاع حصيلة الضحايا بين المسعفين
من جهته، أعلن وزير الصحة فراس الأبيض أن حصيلة الشهداء بين المسعفين ورجال الإطفاء منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل عام بلغت 97 شخصاً على الأقل، بينهم 40 استشهدوا في ثلاثة أيام فقط هذا الأسبوع. وأوضح أن “الحصيلة تتضمن مسعفين في هيئات رسمية وأخرى تابعة لحزب الله وأطراف لبنانية أخرى”.
تصاعد حدة التصعيد
يأتي إغلاق المستشفيات في وقت يزداد فيه التصعيد العسكري في جنوب لبنان، حيث يواجه المدنيون في القرى الحدودية أوضاعاً مأساوية في ظل استهداف البنى التحتية وتدهور الأوضاع الإنسانية. ومع هذا التصعيد، يظل المجتمع الدولي مطالباً بالتدخل العاجل لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر في المنطقة.