عمان بوست – كثفت إسرائيل، ليل السبت، غاراتها الجوية على مواقع تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مستهدفة مناطق حارة حريك، شويفات، وبرج البراجنة. وشهدت الضاحية الجنوبية تصاعد أعمدة الدخان الكثيف وسط دوي انفجارات عنيفة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المحليين.
قبل القصف، وجه الجيش الإسرائيلي إنذارات بالإخلاء لسكان مبانٍ في حارة حريك والعمروسية، طالبًا منهم الابتعاد عن المواقع المستهدفة لمسافة لا تقل عن 500 متر حفاظًا على سلامتهم، بحسب ما نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”، مرفقًا التحذيرات بصور أقمار اصطناعية توضح المواقع المستهدفة.
بالتزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق ما يقارب 90 صاروخًا باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مستهدفًا شركة “أتا” للصناعات العسكرية في سخنين. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن عملياته الجوية ركزت على ضرب “مراكز قيادة ومنشآت بنية تحتية تابعة لحزب الله” في بيروت، مؤكدًا أنه قَتل حتى الآن 440 مقاتلًا من حزب الله منذ بدء العمليات العسكرية في جنوب لبنان.
في المقابل، أكدت الحكومة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما يقارب 2000 شخص منذ بداية الهجمات، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن معظم الضحايا سقطوا خلال الأسبوعين الماضيين. فيما وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك هذه الخسائر في صفوف المدنيين بأنها “غير مقبولة تمامًا”.
وتتهم السلطات اللبنانية إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين، بينما ترد الأخيرة بأنها تهاجم مواقع عسكرية لحزب الله وتبذل جهودًا للحد من إصابة المدنيين. واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهو ما نفاه الحزب بشكل قاطع.
في سياق متصل، تدرس إسرائيل خياراتها للرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران، الثلاثاء الماضي، ردًا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في لبنان، والذي تسبب في نزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني حتى الآن، مما يزيد من تعقيدات الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.