عمان بوست – صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية على لبنان وقطاع غزة، الأحد، عشية الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حماس في 7 أكتوبر من العام الماضي، مما أشعل فتيل الحرب. واستهدفت الهجمات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ومواقع في جنوب لبنان، بالإضافة إلى قصف عنيف على مناطق متعددة في غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
في لبنان، هزت الغارات الجوية الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت، وامتدت إلى سهل البقاع ومناطق أخرى، في أعنف موجة قصف منذ بدء التصعيد. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية استهدفت “مقرات استخباراتية ومخازن أسلحة” تابعة لحزب الله، الذي ردّ بإطلاق صواريخ طالت مدينتي حيفا وطبريا في شمال إسرائيل، مما أسفر عن إصابة 10 إسرائيليين.
وفي غزة، تعرض مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لقصف عنيف من طائرة مسيرة إسرائيلية، ما أسفر عن إصابة 11 شخصًا بينهم أطفال وصحفيون، في حين استشهد 26 شخصًا وأصيب 93 آخرون في ضربات جوية استهدفت مسجدًا ومدرسة في المنطقة الشرقية لمدينة غزة، وفقًا لتقارير المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
ومع احتدام القتال على عدة جبهات، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فرض “مناطق عسكرية مغلقة” على طول الحدود الشمالية، وأصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان جنوب بيروت، مما يعزز المخاوف من تصاعد الأزمة وتحولها إلى صراع إقليمي أوسع.
وفي سياق متصل، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بردّ على أي تهديدات إيرانية، مشددًا على أن “كل الخيارات مطروحة”. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة بعد هجمات صاروخية إيرانية على إسرائيل، ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وغزة.
على صعيد الجهود الدبلوماسية، علّقت واشنطن على التصعيد العسكري بالقول إن الضغط العسكري قد “يساعد على تحقيق أهداف دبلوماسية” لكنه ينطوي أيضًا على مخاطر سوء التقدير. وأكدت الخارجية الأميركية أنها تجري محادثات مع إسرائيل حول ضرورة تجنب التصعيد، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، معتبرًا أن استمرار الدعم العسكري سيفاقم الأوضاع ويخدم مصالح إيران.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد 6 أشخاص وإصابة 13 آخرين في بلدة كيفون بوسط لبنان، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا. وفي بلدة قماطية القريبة، استشهد 6 آخرون بينهم 3 أطفال، وأصيب 11 شخصًا بجروح خطيرة.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يتزايد القلق الدولي من احتمالية انهيار الأوضاع بشكل أكبر، مما قد يدفع المنطقة نحو مواجهة شاملة لا تُحمد عقباها.
وفا + رويترز