عمان بوست – أكدت المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني خلال الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، حيث برزت القوات المسلحة الأردنية كعمود أساسي في الجسر الإغاثي، مقدمةً المساعدات الإنسانية والطبية، وسط ظروف صعبة ومعقدة.
فبعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي على القطاع، كثف الأردن جهوده لإغاثة المدنيين، متجاوزًا حدود الدعم الروتيني، ليصبح جسرًا بريًا وجويًا من المساعدات المستمرة. فقد عملت القوات المسلحة الأردنية، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية، على تسيير مئات الشاحنات المحملة بالإمدادات الحيوية، إضافةً إلى تفعيل المستشفيات الميدانية التي شكلت دعامة صحية أساسية وسط التصعيد العسكري.
دعم طبي وإغاثي متواصل
ضمن مبادرة هي الأكبر من نوعها في المنطقة، قامت المملكة بإنشاء جسر إغاثي شامل لقطاع غزة، إذ أرسلت القوات المسلحة الأردنية آلاف الشاحنات وطائرات الإنزال المحملة بالمساعدات، إلى جانب نشر مستشفيات ميدانية بكوادر طبية متخصصة لمساعدة الجرحى والمرضى. كما أظهرت المستشفيات الميدانية في غزة، منذ تأسيسها عام 2009، دورًا إنسانيًا محوريًا، مستقبلةً ما يزيد على مليوني مريض.
وفي إطار توسيع نطاق الدعم، أرسلت المملكة مستشفى ميدانيًا جديدًا إلى مدينة خان يونس في تشرين الثاني 2023، وآخر إلى الضفة الغربية في مدينة نابلس، ليكونا مركزين صحيين استراتيجيين في مواجهة التدهور الطبي الناجم عن العدوان.
مبادرة “استعادة الأمل” لعلاج مبتوري الأطراف
في ظل تصاعد أعداد المصابين، أطلق الأردن مبادرة “استعادة الأمل” لتزويد مبتوري الأطراف بأطراف صناعية متقدمة، بالتعاون مع شركتين عالميتين، مما يتيح تركيب الأطراف خلال ساعة واحدة فقط. وتعتبر هذه المبادرة، التي أُطلقت بتوجيهات ملكية سامية، خطوة ريادية في تخفيف معاناة ضحايا الحرب، مستهدفًة توفير الدعم لأكثر من 15 ألف شخص.
شهداء الواجب الأردني
لم تخلُ الجهود الأردنية من تضحيات، حيث أعلنت القوات المسلحة الأردنية استشهاد عدد من الجنود خلال عمليات الإغاثة، مما يعكس مدى الإصرار على إيصال المساعدات إلى القطاع رغم كافة المخاطر.
التزام ملكي بالمساعدة الإنسانية
تجلى الدعم الملكي بقوة من خلال المشاركة المباشرة لجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد، وسمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني في عمليات الإنزال الجوي، مما يعكس مدى اهتمام القيادة الهاشمية بإيصال رسالة تضامن إلى الشعب الفلسطيني.
أرقام وإحصائيات تعكس حجم الدعم
- 494,000 مريض تلقوا العلاج في المستشفيات الميدانية الأردنية.
- 2,950 عملية جراحية كبرى وصغرى أجرتها الفرق الطبية الأردنية.
- 388 إنزالًا جويًا، منها 122 إنزالًا نفذتها الطائرات الأردنية.
- 53 طائرة مساعدات من مطار ماركا إلى مطار العريش.
- 3,535 شاحنة محملة بـ 52,952 طنًا من المساعدات إلى قطاع غزة.
أردن العون والإغاثة
لم يكن الجسر الإغاثي الأردني مجرد جهود إنسانية عابرة، بل هو تجسيدٌ لالتزام المملكة بدورها الإقليمي في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مما يعكس صورة الأردن كداعمٍ دائم للسلام والاستقرار في المنطقة، ومساهمٍ رئيسي في تخفيف المعاناة الإنسانية.