بقلم بلال حسن التل
عمان بوست – اعتقد ان الإنصاف يقتضي توجيه الشكر لدولة السيد سمير زيد الرفاعي، بصدور نتائج اول انتخابات نيابية بعد اقرار منظومة التحديث السياسي، فقد قاد الرجل باقتدار وصبر وتحمل اعمال لجنه التحديث التي ضمت مختلف التيارات السياسية والفكرية والاجتماعية وطبقاتها،وتوجهتها ومنكفاتها، وعدم يقين البعض منها، وفذلكات الكثيرين من اعضائها، وظل يقود سفينة اللجنة بقتدار الى ان ارساها على شاطئ التوافقات الوطنية ما امكن.وهي كثيرة.
وبعد ان انهت اللجنة اعمالها، لم يركن الرجل الى الراحة، بل خاض غمار بحر الشكوك التي اثيرت حول مدى جدية الدولة في المضي بالتحديث السياسي،من خلال تطبيق مخرجات اللجنة، لبناء التعددية السياسية، القائمة على الأحزاب السياسية ذات الطبيعة البرامجية، فطاف الرجل البلاد من اقصاها الى اقصاها والتقى احزابا وجمعيات وجماعات وعشائر،ورجالا ونساء وشبابا محاضرا ومنتديا ومحاورا، مدافعا عن فكرة التحديث السياسي، مؤكدا انها خيار الدولة الذي ارتضاه ويرعاه جلالة الملك، وقد تحمل الرفاعي في سبيل قناعته بمرحلة التحديث الكثير من العنت والتهم، حتى لا أقول أكثر من ذلك. وقد كان بامكانه ان يرتاح ويعتبر ان مهمته انتهت بانتهاء اعمال اللجنه، لكنه اختار الطريق الصعب فظل على موقفه وايمانه، ساعيا الى تأكيد جدية التوجه للتحديث السياسي للدولة الاردنية. لم يثنه تشكيك أو اتهام.
والآن وبعد ان جاءت نتائج الانتخابات النيابية على هذا الشكل الذي حقق اجماعا وطنيا، على نزاهتها ومن ثم على صدقية الدولة في تبني التحديث السياسي على اساس ماتخرجه صناديق الاقتراع، والتي ارست قواعده لجنة التحديث السياسي، فان الواجب يقتضي توجيه الشكر لدولة السيد سمير الرفاعي على ماتحمله من عنت، وماكن سيتحمله من عنت اكبر لو ان نتائج الانتخابات جاءت على عكس ما تم، فقد تعلمنا ان للانتصار الف اب، لكن الهزيمة يتيمة، فهنيئا للرفاعي مساهمته في التأسيس للانتصار، وترجمة رؤى قائد الوطن.