بقلم د. هايل ودعان الدعجة
عمان بوست – قد يكون من المستغرب ان ينتقد او يهاجم البعض مؤسسات الدولة بعد ان حظي بشرف الانتساب لها والحصول على عضويتها ، ليقوم بالاساءة ومهاجمة فئات مجتمعية بعينها اعضاء فيها .. حتى وان حاول تمرير ما قصده بمفردات ومصطلحات يرى ان من السهل التهرب من معانيها او الرسائل الحقيقية التي قصدها من ورائها تحت مسميات معينة ، كتيار محافظ وعقلية امنية وبيروقراطية ودولة عميقة وغيرها .. الا ان معرفة او الوصول الى حل هذه الاحاجي المفرداتية والمصطلحاتية ، ستكون عملية سهلة على كل من يعرف المسار السياسي والتاريخي الذي سلكه هذا البعض .. ربما لأن هذه الفئات الوطنية التي قصدها وحاول صيدها والنيل منها كانت ( وما تزال ) على اجنداته عبر هذا المسار .. مما يبرر لنا الهمس باذنه لنقول له .. ان هذه المؤسسات التي هاجمها ، قد اقتصر تشكيلها بحكم الدستور على القيادة الهاشمية . ولأن التسامح والصفح والعفو والحكمة ديدنها ، فانها جعلت من ابواب الانتساب لعضويتها مفتوحة لكافة القوى والتيارات والفئات السياسية والحزبية والشعبية والمجتمعية وبغض النظر عن ماضي وتاريخ ( واجندات ) بعضها .. والتي كانت قيادتنا الهاشمية الحكيمة المتسامحة كما بلدنا الحبيب على اجنداتها التأمرية والانقلابية ، وذلك على العكس تماما من مواقف الفئات المجتمعية الوطنية التي يقصدها ويستهدفها هذا البعض بهجومه .. ففي الوقت الذي كانت فيه هذه الفئات تدافع عن الوطن وامنه وهويته ووجوده ، كان هذا البعض يستهدف بلدنا وامنه ووجوده لحساب اجندات خارجية ، عندما ارتضى ان يكون بوقا او اداة داخلية تخريبية لتنفيذها ..
ولنا ان نتخيل ان هذه الفئات الوطنية التي ساهمت في الحفاظ على وطنا وامنه ، هي نفسها من كان سببا ايضا بجعل هذا البعض يحظى بعضوية بعض مؤسسات الدولة .. رغم اتهامه لها اليوم بالرجعية وبانها عقبة في طريق التحديث .. في معادلة قد تبدو صعبة وعصية على الفهم ، ومن شأنها تذكيرنا بمقولة .. إن أكرمت الكريم ملكته و إن أكرمت اللئيم تمردا ..
ولكن في بلد قيادته هاشمية متسامحة وحكيمة ومكوناته الاجتماعية طيبة ومتسامحة ايضا فان هذا ليس مستغربا .. فاذا كان العالم قد عرف مدارس ونظريات وانظمة سياسية موزعة ما بين يمين ووسط ويسار .. وما بين ديمقراطي وليبرالي ودكتاتوري وشمولي وسلطوي .. فان من حقنا القول بان هناك مدرسة سياسية اخرى ، تمت اضافتها الى خارطة المدارس والنظريات والانظمة السياسية في العالم .. بنكهة انسانية عز نظيرها .. اساسها التسامح والصفح والعفو والحكمة .. الا وهي مدرسة الحكم الهاشمي.