عمان بوست – يواصل الأردن، بدعم كامل سياسي ومالي، مساعيه الدولية لحماية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي باتت هدفًا لهجمات إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إنهاء دورها، وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة والتعويض.
فمع إقرار الكنيست الإسرائيلي مؤخرًا قوانين تمنع نشاطات الأونروا داخل الأراضي المحتلة، تسعى إسرائيل إلى حظر الوكالة، وتصفية حق العودة، ما أثار استنفارًا أردنيًا فوريًا. إذ دعت وزارة الخارجية الأردنية إلى اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية للرد على تلك الإجراءات الإسرائيلية وصدها في المحافل الدولية.
ويأتي هذا التحرك الأردني ضمن حملة مستمرة يقودها الملك عبد الله الثاني منذ عقود لدعم الأونروا، ليس فقط لدورها الإنساني، وإنما باعتبارها رمزًا لحق العودة، حيث يوجه الأردن باستمرار بتقديم الدعم المالي للوكالة، كان آخره تخصيص ثلاثة ملايين دينار في أكتوبر الماضي، ضمن مساعٍ مستمرة للحد من آثار العجز المالي الذي تواجهه الوكالة بسبب الضغوط والانسحابات التمويلية.
وفي ظل سعي إسرائيل لاستبدال دور الأونروا وتهميشها، يحذر الأردن من كارثة إنسانية جديدة تطال اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وقد كرر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دعوته لدعم الوكالة، مشيرًا إلى أن الأونروا هي “شريان الحياة” لملايين اللاجئين في ظل الحصار الإسرائيلي.
وتقدم الأونروا، التي تأسست بقرار أممي عام 1949، خدمات التعليم والصحة لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في غزة والضفة والأردن ولبنان وسوريا. ومنذ تأسيسها، لم تتوقف الأونروا عن تأدية واجبها الإنساني رغم كل التحديات، حيث تدير في الأردن وحده 161 مدرسة و25 مركزًا صحيًا وتقدم مساعدات نقدية وآلاف الخدمات التعليمية والطبية للاجئين.
وبينما تتوالى التحركات الأردنية السياسية والدبلوماسية لحشد الدعم الدولي للأونروا، يؤكد الأردن، قيادة وشعبًا، أنه لا بديل للوكالة الدولية، وأن استمرارها أمر حيوي يحقق الاستقرار الإقليمي، ويدحض محاولات تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.