بقلم حمادة فراعنة
عمان بوست – على خلفية المجازر والنكبات وقتل المدنيين وتدمير بيوتهم والمجازر التي قارفتها المستعمرة ضد الفلسطينيين واللبنانيين، تعمل الولايات المتحدة على استثمار هذه النتائج المأساوية وتوظيفها لصالح مكانة المستعمرة، وبقاء تفوقها وهيمنتها على العالم العربي، من خلال وقف إطلاق النار بشروط تستجيب لبقاء الاحتلال في قطاع غزة، وإنسحاب قوات حزب الله من جنوب لبنان.
لقد قدمت الولايات المتحدة للمستعمرة، كافة احتياجاتها من غطاء سياسي، وتفوق جوي، وقدرات استخبارية تكنولوجية سيبرانية، كي تتمكن من تنفيذ عمليات الاغتيال المركزة، ضد القيادات الفلسطينية واللبنانية حتى الإيرانية، مما دفع نتنياهو ليقول نحن نسيطر على أجواء المنطقة، ولا يوجد مكان لا نستطيع الوصول إليه، وتحقيق أهدافنا في ضربه وقصفه، وبذلك وفرت الولايات المتحدة للمستعمرة كافة قدرات التفوق، لجعل نتنياهو يملك هذا التبجح المعلن.
نتنياهو يريد تغيير خريطة المنطقة:
1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة.
2- شطب هوية الضفة الفلسطينية العربية المحتلة وجعلها يهودا والسامرة أي جزء من الخارطة الإسرائيلية.
3- تقليص الوجود البشري لفلسطينيي قطاع غزة.
4- تصفية المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس أولاً، على طريقة الاستفراد بالفصائل واحدة بعد الأخرى، خلال السنوات 20، 21، 22، اقتصر الاستهداف على حركة الجهاد واغتيال معظم قياداتها السياسية والعسكرية.
5- تصفية قدرات حزب الله العسكرية، وتدمير مؤسساتها الانتاجية.
6- النيل من قدرات إيران الداعمة للمقاومة العربية.
ولم يكن ذلك ليتم إلا بعد تدمير وإضعاف سوريا والعراق، إضافة إلى ليبيا واليمن، وتعطيل قدرات مصر وتحييدها، خلال ثورات الخريف العربي، وأدوات وفصائل المعارضة المتواطئة المرتبطة المنهجية مع الولايات المتحدة ومن لف لفها، وعمل تحت راياتها ووفق برنامج “الفوضى الخلاقة”.
تفتقد حركة التحرر العربية للبرنامج الواقعي، والقيادات الواعية، وتعاني من التمزق الذاتي، والانفصال القومي، وغياب الروافع المتبادلة لإحباط المشاريع الأميركية الأوروبية، والمخططات الإسرائيلية، وتتوه في دهاليز الأمراض الذاتية، وتقع أسيرة للتطرف، أو الخنوع لمتطلبات الحاجة، فتفقد روح المبادرة الوطنية، وتغيب العقلية الجبهوية الائتلافية الوحدوية، فتخسر نفسها ومعاركها، وتتعثر في طرقات التدرج والمرحلية، وتكون النهاية كما حصل اليوم في قطاع غزة المنكوب المدمر، ولبنان النازف الممزق، وسبقهم ما حصل للعراق وسوريا وليبيا واليمن من مآسي وعثرات وفقدان المكانة والوحدة، وعودة الاستعمار القديم الأميركي الأوروبي، والتطبيع لمن تبقى مع المستعمرة الإسرائيلية.
في عهد عبدالناصر، أفشلوا المشاريع الوحدوية، وأحزابها القومية: 1- حزب البعث العربي الاشتراكي، 2- حركة القوميين العرب، وانتهت باحتلال أراضي ثلاثة بلدان عربية: مصر والأردن وسوريا، وكامل خارطة فلسطين عام 1967.
وفي عهد صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح وياسر عرفات، انتهت بالاغتيال والتصفية والاحتلال.
العهد السائد هو عهد الإخوان المسلمين بفصائلها، وإيران بامتداداتها، هو عهد الاشتباك والصدام، والنتائج مفتوحة على كافة الاحتمالات.