بقلم بلال حسن التل
عمان بوست – تحدثت في المقال السابق، عن بعض ما تعلمته من ملوك الاردن، لأكمل الحديث في هذا المقال عما تعلمته من صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، فعديدة هي المرات التي تشرفت فيها بلقاء منفرد مع سموه، كما حظيت جماعة عمان لحوارات المستقبل التي أسستها باكثر من لقاء مع سموه، وبالكثير من توجيهاته.
وعلى ذكر التأسيس فان لسموه الفضل في التفكير بتأسيس مؤسسات علمية وفكرية ريادية في بلدنا مثل الجمعية العلمية الملكية، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ومنتدى الفكر العربي، والمعهد الملكي للدراسات الدينية. لذلك فإن الريادة، وعدم الاستسلام للصعاب، من اهم ما يمكنك تعلمه من سموه.
ومما يمكن ان يتعلمه الإنسان من سموه شدة الصراحة والمباشرة في توجيه النقد خاصة للمقصرين. والاشارة اليهم بوضوح، وهذه آلية مناسبة لمنع الاخطاء او التقليل منها، كما انها وسيلة لمنع تدني الانجاز، وتدني مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين.
كذلك مما يمكن تعلمه من سموه شدة الملاحظة ودقة المتابعة، في كل قضية يهتم بها سموه.
ويمتاز سموه بمعرفة كل زاوية من زوايا الاردن، ويعرف تاريخ الاردن، والاردنيين وعاداتهم ولهجاتهم، حسب مناطقهم. وهي ميزة لو تعلمها كل الاردنيين، لظلت روحهم المعنوية عالية، ولاعتزوا بهويتهم الوطنية، لانهم يركنون الى تاريخ عريق، ولفهم كثيرون منهم معنى وسبب تكرار سموه لقول الشاعر كثير عزة المتوفي سنة 105للهجرة:
اذا قيل خيل الله يوماً ألا اركبي وددت بكف الاردني انسيابها
كما ان سموه شديد المتابعة اليومية لما يجري في فلسطين، خاصة حركة الاستيطان والمستوطنين، بالرقم والسنتمترات.
وسموه سند قوي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في معركة الهاشميين للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وقد ترأس اللجنة الملكية لشؤون القدس. فسموه داعم لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في كل المواقف.
ان من اهم صفات سموه التي يجب ان نتعلمها ونتصف بها، سعة الثقافة وتنوعها، فسموه مثقف موسعي إنساني له مكانة خاصة على ساحة الثقافة الإنسانية العالمية، لمستها خلال مشاركاتي بالمئات من المؤتمرات والاجتماعات والندوات الدولية والاقليمية، وكنت أشعر بالفخر الشديد، وانا استمع الى اشادة بفكر سموه، او اقتباسات من فكره او سؤال عن اخباره، وآخر نشاطاته الفكرية، سمعت ذلك من آية الله العظمى العلامة المرجع محمد حسين فضل الله في بيروت، ومن الامام الخامنئي عندما عزاني بوفاة والدي رحمه الله، وسمعته من اية الله العظمى الشيخ محمد علي التسخيري الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، (وانا عضو فيه)، وسمعته من سماحة العلامة وهبة الزحيلي وغيره من أعضاء المجمع. وسمعته من آية الله محمد حسن اختري الامين العام للمجمع العالمي لآل البيت، وسمعته من مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور المفكر فتحي الشقاقي، ومن خليفته الدكتور رمضان شلح، كما سمعته من العالم المستنير وابن عصره الدكتور محمد احمد الشريف. مما كان يفرحني ويثلح صدري بمكانة سموه لدى العلماء والمفكرين.. وللحديث بقية.