بقلم بلال حسن التل
عمان بوست – انهيت مقالي السابق بذكر مجموعة من قادة الفكر والسياسبة والتعليم والثقافة من الذين كنت التقيهم في المؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية او الذين جمعتني بهم علاقات تعاون، والذين كانوا يذكرون صاحب السمو الملكي الأمير الحسن،وغزارة ثقافته، او ما يمكن تعلمه من سموه ،وقلت ان ممن كانوا يعرفون سموه معرفة جيدة، ويسألونني عنه كلما التقيت معه الدكتور محمد احمد الشريف، وقد كان سموه يحترم الدكتور الشريف احتراما كبيرا، فقد كان الدكتور الشريف من ابرز اعضاء مؤسسة (ال البيت) المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، والداعمين لها،كما كان من العاملين فيما بعد لرسالة عمان، وكان من اهم اعضاء اللجنة التحضرية الدولية لمؤتمر عمان الإسلامي الدولي الذي عقد حول رسالة عمان عام2005، وقد كان لي شرف عضوية هذه اللجنة، التي ضمت عددا من كبار المفكرين على مستوى العالم، واتذكر كيف تصدى الدكتور الشريف لاحد أعضاء اللجنة من بلد عربي حاول اختطاف جهد الاردن والتقليل من اهمية مؤتمر عمان الدولي الإسلامي، وتحويله الى مؤتمر تمهيدي لعقد مؤتمر كببر في بلده، فتصدى له الدكتور الشريف، ورفع الحرج عنا كاردنيين اعضاء اللجنة التحضرية وكمضيفين للجنة، وكمنظمين للموتمر.
حدث ذلك مرتين الاولى في مقر اجتماعات اللجنة التحضرية، والثانية في الديوان الملكي الهاشمي العامر، عندما ذهبت اللجنة لرفع توصياتها فكرر ذلك العضو محاولته اختطاف الموتمر من الاردن، ومرة اخرى تصدى له الدكتور محمد احمد الشريف.
ظل الدكتور محمد احمد الشريف محل احترام وتقدير كبار المسؤولين في الاردن، وطالما نقلت رسائل شفوية وخطية بينه وبينهم، بما في ذلك رؤساء وزاراء، فقد التقى الدكتور الشريف معظم رؤوساء الوزراء الأردنيين، وكانت تربطه علاقات صداقة على الصعيد الشخصي مع عدد منهم، كدولة طاهر المصري، وكدولة الدكتور عدنان بدران. وكانت علاقات الدكتور الشريف مع المسؤولين في الاردن القائمة على الاحترام والثقة، سببا من اسباب الغاء تأشيرة الدخول إلى الاردن، عن مواطني بلده في مرحلة من المراحل.رفد ابلغه بقرار الالغاء رئيس الوزراء السيد طاهر المصري، واكده له في نفس اليوم وزير الخارجية يومها دولة الدكتور عبدالله النسور ِ
وفي علاقتي مع الدكتور الشريف ومن معرفتي علاقته بكبار المسؤولين الاردنيين، وبغيرهم من المسؤولين في العالم، تعلمت كم هي مؤثرة العلاقات الشخصية في العلاقات بين الدول، وكما هوكبير الدور الذي تلعبه دبلوماسية الخفاء في هذه العلاقات.
يعتبر الدكتور الشريف احد أبرز الشخصيات الإسلامية على مستوى العالم،علميا وتربويا وحركيا وسياسيا،فالرجل خريج ارقى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، يحمل درجتي الماجستير و الدكتورة في فلسفة الاخلاق،من جامعة شيكاغو، وقد نشرت له جامعة ولاية نيويورك، اثناء تحضيره لرسالة الدكتوراة في جامعة شيكاغو كتابه عن (نظرية الفضيلة عند الإمام الغزالي) ، كما اعد في نفس الفترة وفي جامعة هارفرد، مجموعة من الأبحاث حول فلسفة الاخلاق.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عين عميدا لكلية التربية في الجامعة الليبية، ليصبح عام 1972 وزيرا للتربية والتعليم حيث أحدث ثورة حقيقية في التعليم العام، والجامعي في بلده، وادخل المعاهد المهنينة الى التعليم، وأشرف على بناء مئات المدارس، وزاد من عدد الجامعات، والكليات والمعاهد الجامعية، ومازال الليبيون يستذكرون حتى يوم الناس هذا بالخير سنوات عمله وزيرا للتعليم، كدليل على ان شخصا يستطيع ان يحدث تغيرا جوهرها في وطنه ومجتمعه .
وللحديث بقية