عمان بوست – بعد أكثر من 400 يوم من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، حيث تواصل آلة الحرب الإسرائيلية تدمير القطاع واستهداف المدنيين العزل، ينعقد في الرياض القمة العربية والإسلامية المشتركة، التي يعلق عليها العالم العربي آمالاً كبيرة لاتخاذ قرارات حاسمة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب.
وتمثل القمة العربية الحالية، التي تأتي في نفس مكان وتاريخ قمة العام الماضي، محطة مفصلية في السعي لإنهاء العدوان على غزة الذي يزداد وحشية يوماً بعد يوم، حيث استمر القصف الإسرائيلي في شمل جميع أنحاء القطاع، بالتوازي مع تنفيذ سياسات تهجير وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ووفقًا للأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، فإن الحروب المستمرة ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية هي محاولة ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب من قمة الرياض أن تتخذ مواقف استراتيجية تهدف إلى وقف “حرب الإبادة” وتحقيق حماية حقيقية للمدنيين.
وأشار أبو يوسف إلى ضرورة تعزيز الدعم العربي والإسلامي للحقوق الفلسطينية، خاصةً رفض مخططات الاحتلال المتعلقة بالتهجير القسري، لا سيما في غزة والضفة، مشيدًا بالمواقف الثابتة لكل من الأردن ومصر في هذا السياق.
من جانبه، أكد المحلل السياسي سليمان بشارات أن القمة تأتي استكمالاً للقرارات التي اتخذتها قمة العام الماضي، والتي تمحورت حول كسر الحصار على غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية. وشدد على أن الحرب على غزة باتت جزءًا من واقع إقليمي وعالمي أكبر، يتطلب تحركًا عربيًا وإسلاميًا موحدًا للضغط على المجتمع الدولي لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية.
الخبير السياسي اللبناني، خالد زين الدين، شدد على ضرورة اتخاذ قرارات دبلوماسية واقتصادية حاسمة ضد إسرائيل، بما في ذلك التلويح بمقاطعتها وفرض حصار اقتصادي وجوي. كما دعا إلى تشكيل لجنة دبلوماسية للتحرك في جميع أنحاء العالم لممارسة ضغوط فعالة على إسرائيل لوقف اعتداءاتها في غزة ولبنان.
وتتوقع مصادر أن تركز القمة على القضايا الإنسانية في قطاع غزة، التي تشهد تدهورًا كارثيًا في جميع القطاعات، بما في ذلك الصحة والإعمار، فضلاً عن العمل على تشكيل آليات لحماية المدنيين وتوفير الدعم اللازم لحكومات الفلسطينيين في مواجهة الحصار الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، يترقب الجميع مخرجات القمة التي من المتوقع أن تشمل إجراءات عاجلة لوقف العدوان، إضافة إلى تعزيز شبكة الأمان المالي للقضية الفلسطينية، ومعالجة قضايا مثل مستقبل وكالة الأونروا، التي يتعرض دورها لتهديدات إسرائيلية تهدف إلى تقويض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ومن الجدير بالذكر أن القمة ستبحث أيضًا تطورات الحرب في لبنان، التي تمثل جبهة جديدة في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي. حيث يتوقع أن يكون لهذه الحرب، والتي تعد تحوّلًا في المعركة، دور بارز في مداولات القمة.
وتبقى الآمال معلقة على قمة الرياض، بأن تتخذ قرارات حاسمة تسهم في وضع حد للحرب في غزة ولبنان، وفي إعادة التأكيد على حقوق الفلسطينيين وإلزام إسرائيل بوقف آلة الحرب، تطبيقًا لقرارات الشرعية الدولية ومطالب الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.