عمان بوست – في تطور دراماتيكي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الإسرائيلية، تفيد تقارير بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر جدياً في إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، مما تسبب في اضطراب الأسواق المالية وتراجع العملة الإسرائيلية يوم الاثنين.
صراع داخلي وتهديد خارجي
تشير المصادر إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً متزايدة من شركائه اليمينيين المتطرفين، ما يدفعه للتفكير في تعيين منافسه السابق جدعون ساعر، المنتمي حالياً للمعارضة، كبديل عن غالانت. هذه الخطوة المحتملة قد تكون لها تداعيات سياسية وأمنية كبيرة، خصوصاً في ظل التصعيد المتزايد مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، واحتمالية اندلاع حرب شاملة في الشمال.
تداعيات اقتصادية فورية
أسواق المال الإسرائيلية لم تكن بمنأى عن هذا الزلزال السياسي، إذ شهد الشيقل تراجعاً بنسبة 1% مقابل الدولار، في حين هبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية في تل أبيب بنسبة تتراوح بين 1.4% و1.6%. وجاء هذا التراجع رغم البيانات الاقتصادية التي أشارت إلى ارتفاع معدل التضخم في إسرائيل بشكل غير متوقع، ما يزيد الضغوط على الحكومة في ظل التوترات السياسية.
خلافات نتنياهو وغالانت
الخلافات بين نتنياهو وغالانت ليست وليدة اللحظة، بل تصاعدت مؤخراً لتشمل سياسات إدارة الحرب في غزة، وملف المحتجزين، وشروط التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حماس. يُذكر أن نتنياهو كان قد أقال غالانت في مارس 2023 بسبب معارضته لتعديلات قضائية مثيرة للجدل، قبل أن يتراجع تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.
تحفظات أوروبية وأميركية على تعيين ساعر
في السياق الدولي، أفادت صحيفة هآرتس أن هناك تحفظاً أوروبياً على تعيين ساعر، حيث وصف دبلوماسي أوروبي غالانت بأنه “الوحيد الذي يمكن الوثوق بكلمته” في حكومة نتنياهو. يأتي هذا في ظل الجهود المتواصلة للتوصل إلى صفقة تبادل محتملة مع حزب الله، وهي مسألة حساسة قد تعقد الأمور في حال تم استبدال غالانت.
من جانبها، أكدت مصادر أميركية أن واشنطن ستتعامل مع أي شخص يتولى وزارة الدفاع في إسرائيل، لكنهم أقروا بأن ساعر لن يتمتع بنفس العلاقة القوية التي ربطت غالانت بالإدارة الأميركية.
إسرائيل على صفيح ساخن
في ظل هذه التطورات، تبقى إسرائيل على صفيح ساخن سياسياً واقتصادياً، فيما يترقب الجميع ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وما إذا كان نتنياهو سيغامر بإقالة غالانت في خضم التوترات الأمنية الخطيرة التي تهدد البلاد.