عالمي بوستعربي ودولي

فرنسا تعلن إحراز تقدم بشأن هدنة مؤقتة في لبنان تمتد لـ 21 يوماً

عمان بوست – أعلنت فرنسا، الأربعاء، عن تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان لمدة 21 يومًا، وسط تحركات دولية مكثفة لتفادي تصعيد شامل في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “أحرزنا تقدمًا كبيرًا خلال الساعات القليلة الماضية، وسنواصل جهودنا في الساعات المقبلة”. وأكد أن باريس تتطلع إلى موافقة الأطراف على هذه الهدنة من دون تأخير، لحماية المدنيين وتهيئة الظروف لبدء مفاوضات دبلوماسية.

وأشار بارو، الذي يعتزم زيارة لبنان مطلع الأسبوع المقبل، إلى أن الهدف من الهدنة المؤقتة هو فتح المجال أمام إغاثة المتضررين وإطلاق مسار دبلوماسي لمعالجة الأوضاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط لتثبيت هذه المبادرة.

على الصعيد الميداني، وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان، الأربعاء، حيث خلفت غاراتها 72 شهيدًا على الأقل، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، فيما أُصيب 223 آخرون. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، إن القصف الجوي هو تمهيد لعملية برية محتملة، مما يثير مخاوف من تصاعد الصراع إلى حرب أوسع في المنطقة.

وفي ظل هذا التصعيد، أكد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن إسرائيل منفتحة على وقف إطلاق النار وتفضل الحلول الدبلوماسية. لكنه شدد على أن إيران هي “المحرك الرئيسي للعنف في المنطقة”، وأن تحقيق السلام يتطلب معالجة التهديد الإيراني.

من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن بلاده تدعم حزب الله ولن تظل مكتوفة الأيدي إذا تصاعد الصراع في لبنان. أما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، فقد دعا مجلس الأمن إلى التدخل العاجل لفرض “وقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات”.

في غضون ذلك، يتزايد القلق الدولي بشأن اتساع رقعة النزاع، وسط موجة نزوح هائلة للمدنيين. فقد أكد وزير الخارجية اللبناني أن عدد النازحين قد يصل إلى نصف مليون شخص، مع استمرار الغارات الإسرائيلية التي شردت مئات الآلاف من مناطقهم في جنوب لبنان.

وتزامنت هذه التطورات مع استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للوصول إلى نيويورك، الخميس، حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، لتقديم وجهة نظر إسرائيل حول الصراع.

وفي بيروت، تتزايد معاناة المدنيين النازحين الذين لجأوا إلى المدارس والمؤسسات العامة، هربًا من القصف. وتحولت العديد من المناطق إلى ساحات مواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وزيادة أعداد القتلى والجرحى.

ومع استمرار التصعيد، يرى مراقبون أن الجهود الفرنسية والأمريكية تأتي في سباق مع الزمن لمنع انزلاق المنطقة إلى نزاع إقليمي قد يكون أكثر دموية، مما يحتم على الأطراف تقديم تنازلات فورية لتجنب كارثة إنسانية شاملة.

أ ف ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى