واشنطن تحذّر إسرائيل: تصعيد الصراع مع لبنان سيُصعّب عودة المدنيين
عمان بوست – حثت الولايات المتحدة إسرائيل على تجنب أي تصعيد جديد للصراع مع لبنان، مشددة على أن ذلك من شأنه أن يزيد تعقيد عملية عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود. جاء هذا التحذير بعد أن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موافقته المبدئية على هدنة مؤقتة في لبنان.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن لنظيره الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، خلال لقائهما، أن استمرار التصعيد سيزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية ويُصعّب من جهود تحقيق الاستقرار على المدى الطويل. كما شدد على أهمية الالتزام بالهدنة، لتفادي تداعيات كارثية قد تجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف.
وتأتي هذه التطورات في ظل تباينات واضحة بين الموقف الأميركي والإسرائيلي حول وقف إطلاق النار في لبنان، حيث أعربت مصادر أميركية وإسرائيلية عن أن نتنياهو كان قد وافق سابقًا على مقترح هدنة مؤقتة لمدة 21 يومًا، الذي طرحته فرنسا بدعم أميركي، بهدف تخفيف التوترات وتجنب تصعيد أوسع.
لكن بمجرد وصوله إلى نيويورك مساء الخميس، تراجع نتنياهو عن موافقته، مشددًا على أن بلاده ستواصل استهداف مواقع حزب الله في لبنان، ما أثار تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالجهود الدبلوماسية الدولية.
مقترح فرنسي بتنسيق أميركي
وكانت فرنسا، بدعم من الولايات المتحدة، قد طرحت مقترح وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يومًا، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وشمل هذا المقترح ثلاث مراحل من التهدئة، ترتكز على أسس جديدة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، بما في ذلك سحب المواقع العسكرية لحزب الله من الحدود.
ويُذكر أن قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي صدر عام 2006 في أعقاب حرب استمرت 33 يومًا بين إسرائيل وحزب الله، نصّ على توسيع نطاق تفويض قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونيفيل)، ما سمح لها بمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة خالية من الأسلحة والمسلحين جنوب نهر الليطاني، باستثناء القوات التابعة للدولة اللبنانية.
ورغم أن الدعوات الدولية للتهدئة جاءت بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وفقًا للبيت الأبيض، فإن تراجع نتنياهو يضع الجهود الدولية أمام تحديات كبيرة، ما يستدعي المزيد من التنسيق لتفادي انزلاق الأوضاع نحو صراع أوسع.
(رويترز)