انطلاق أول قمة خليجية – أوروبية على مستوى القادة في بروكسل اليوم
عمان بوست – تبدأ اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل أول قمة خليجية – أوروبية على مستوى القادة، وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة تشمل التوترات في منطقة الشرق الأوسط. تأتي هذه القمة لتؤكد على التزام الطرفين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.
وفي تصريح لمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أكد أن القمة تسلط الضوء على الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، والتي تشمل مجالات الأمن، التجارة، التنمية، التحول الأخضر، والاتصال بين الشعوب. وأضاف بوريل أن دول الخليج، بوصفها مراكز استراتيجية تقع بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، تلعب دوراً محورياً في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي
تُعتبر هذه القمة فرصة مهمة لتوطيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، الذي يضم دول الإمارات، السعودية، قطر، البحرين، الكويت، وعمان. ويرأس القمة بشكل مشترك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي.
وسيتمحور النقاش حول تعزيز التعاون الاقتصادي، بما في ذلك مجالات الطاقة، الاستثمار، المناخ، والتواصل الثقافي بين شعوب المنطقتين. كما سيتناول القادة الوضع في الشرق الأوسط وإيران والقارة الأفريقية، حيث أشاد بوريل بدور دول الخليج كوسطاء فعالين في الأزمات الإقليمية.
تخفيف قيود التأشيرات وتسهيل التنقل
في سياق آخر، أكد السفير الأوروبي لدى السعودية وسلطنة عمان والبحرين، كريستوف فارنو، التزام الاتحاد الأوروبي بالعمل على إلغاء تأشيرة “شنغن” لدول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الاتحاد يسعى لتبسيط متطلبات التأشيرات وتعزيز التواصل بين الشعوب.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل حالياً على تطوير نظام إلكتروني جديد لطلبات تأشيرات “شنغن”، المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ قريباً، ما يعزز من فرص التعاون ويزيد من سهولة التنقل بين دول الخليج وأوروبا.
شراكة استراتيجية شاملة
العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج تعود إلى اتفاقية التعاون الموقعة في 1989، والتي أرست حواراً منتظماً حول مجالات التعاون الاقتصادي، الطاقة، المناخ، ومكافحة الإرهاب. وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 170 مليار يورو في عام 2023، مع تركيز كبير على واردات الوقود التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في السنوات الأخيرة.
من المتوقع أن تسهم القمة في تعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية وتطوير شراكات أعمق في المستقبل القريب.