داودية يكتب:الجٌحودُ كتمُ الحق !!

عمان بوست – بقلم محمد داودية
استمعت والمعزّون، إلى دعاءٍ بالرحمة وتذكير بالاستعداد لليوم الآخر، من أحد الدعاة المعروفين.
وسرعان ما تحول الدعاء إلى خطبة سياسية، أنحى فيها الخطيب باللائمة على الشعوب والأنظمة العربية وأدان تخلفها عن المشاركة في نصرة المقاومة وصد العدوان على غزة.
لم يسعفه الإنصاف، ولم تسعده الملافظ -وغيره كثير من الخطباء- ليذكر ولو بجملة خيرٍ واحدة، جهدَ الإغاثة والعون الأردني الذي تنوّع وتوزّع بين قوافل غوث برية، وجسر إغاثة عسكري جوي، ومستشفيات ميدان عسكرية، وإعادة الأمل لمبتوري الأطراف من أبناء غزة.
وذلك غير الوقوف الصارم الحاسم مع الشقيقة الكبرى مصر في وجه التهجير، وخوض المعارك السياسية والقانونية والدبلوماسية والإعلامية لكشف جرائم الإبادة والتجويع الجماعية الإسرائيلية، والعمل الدؤوب من أجل المزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
عندما يسب “فرسان الكلام”، ومناضلو التواصل، العرب والعروبة، فإنهم يحطبون في حبال الصهاينة والفرس ويدخلون في حبائل الذين يكرهون العرب “على المسبحة”.
عندما يدين الخطيب الأردني، الأنظمةَ والدول العربية، فإنه يدين -بقصد او بدون قصد- الأردن نظامًا ودولة وشعبًا.
ماذا يدعى الإنكار والجحود والانتقاص والإغضاء عن ذكر الحقائق ورد الفضل إلى أهله ؟!
والمحرج ان بيوت العزاء لا تحتمل الرد لبيان حجم الجحود والانتقاص.
من المهم الربط مع تصريحات “الذي” وصف الغوث الأردني، المتوزع على المستشفيات الميدانية والمحافل الدولية والجو والبر، بأنه حمولة بكب، وانه “تغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي” !! لكنه شكر في لقاء القوى والفصائل الفلسطينية بالقاهرة يوم 14 آب الماضي، الدولَ التي تقدم الغوث لغزة، وبالطبع لم يُشِر إلى الأردن.
الجحود كما تعلمون “ويعلمون”، هو كتم الحق مع العلم بوقوعه وتحققه وصدقه. قال تعالى: {وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}.
- (مقالتي في الدستور يوم الأحد).



