“سقوط الهيبة وغياب المنقذ.. مانشستر سيتي ينهار تحت أعين جوارديولا”

عمان بوست – تحول مانشستر سيتي من فريق لا يُقهر إلى كتيبة عاجزة، بعدما فقد الفريق هيبته بشكل مفاجئ، وانهار تحت وطأة الهزائم المتتالية. ولم يعد “السماوي” الذي اعتاد خصومه الخسارة أمامه قبل بدء المباريات، بل أصبح صيدًا سهلًا للفرق المتوسطة والكبيرة على حد سواء.
أزمة الثقة.. السقوط في غمضة عين
الفرق المنافسة التي كانت تخشى مواجهة مانشستر سيتي، أصبحت الآن تتجرأ على الهجوم بكل قوة، بعدما تمكن بورنموث من هزيمته في الدوري الإنجليزي، ليكسر الحاجز النفسي أمام باقي المنافسين. لم يمضِ الكثير من الوقت، حتى توالت السقوطات، بدءًا من سبورتينج لشبونة، ثم برايتون، وتوتنهام، وليفربول، وحتى يوفنتوس، وكلها فرق استغلت الانهيار المعنوي الذي أصاب السيتي.
في عالم كرة القدم، الهيبة قد تكون أهم من الخطط الفنية، وأخطر من الإصابات، وهو ما يعانيه مانشستر سيتي الآن، حيث تعرض الفريق في آخر 10 مباريات إلى 7 هزائم، مقابل فوز وحيد، وتعادلين، وهو أمر لم يعتده جمهور السيتيزينز منذ بداية حقبة بيب جوارديولا.
غياب “المنقذ” هالاند.. الضربة القاضية
حين تعاقد مانشستر سيتي مع النرويجي إيرلينج هالاند، كان الهدف واضحًا: إنهاء المباريات قبل أن تبدأ، وتحقيق انتصارات كاسحة دون النظر إلى الخصم. وبالفعل، مع بداية الموسم، تألق هالاند كالمعتاد، وسجل 10 أهداف في أول 5 مباريات بالدوري، بمعدل هدفين في كل مباراة، ما جعل السيتي يحقق انطلاقة قوية.
لكن، جاءت الصدمة، ماكينة الأهداف تعطلت. فمنذ ذلك الحين، لم يسجل هالاند سوى 4 أهداف فقط في 10 مباريات، مع غيابه عن إحدى المباريات بالكامل، لتظهر أزمة الاعتماد الكامل على “رجل واحد” في منظومة جوارديولا.
في المباريات التي فشل فيها هالاند بالتسجيل، خسر السيتي 6 مباريات من أصل 7، وهو دليل على مدى اعتماد الفريق على النجم النرويجي، بعد أن كان السيتي في المواسم السابقة يستطيع تحقيق الانتصارات، حتى مع غياب دي بروين، فودين، أو أي لاعب آخر.
السيتي يفتقد “النسخة المتوحشة”
في السابق، لم يكن مانشستر سيتي فريق اللاعب الواحد، بل كان الفريق بأكمله يمثل آلة متكاملة يمكنها الفوز بأي تشكيلة يختارها بيب جوارديولا. لكن الآن، تبدو الأمور مختلفة تمامًا. السيتي بات يعتمد بشكل شبه كلي على تألق هالاند، وإذا غاب أو تعطلت أهدافه، يتحول الفريق إلى “أسد بلا أنياب”.
هذه النسخة الهشة من مانشستر سيتي لم تكن مألوفة في عهد بيب، فالسيتي كان الفريق الذي “يضرب بقوة وينتصر بكل الطرق”، لكن مع تراجع الأداء، لم يعد بطل البريميرليج قادرًا على الفوز إلا إذا سجل هالاند.
الفرصة الأخيرة في ديربي “النار”
وسط هذا الانهيار، يجد مانشستر سيتي نفسه في مواجهة صعبة أمام الغريم مانشستر يونايتد، غدًا الأحد، في ديربي ينتظره الجميع. وإذا استمر الانهيار، فقد يكون هذا الديربي هو “القشة التي تقصم ظهر السفينة”، في وقت يزداد فيه الضغط على جوارديولا ولاعبيه، حيث بات الجميع يدرك أن “السيتي يمكن هزيمته”.
هل يستطيع بيب استعادة هيبة فريقه؟ أم أن السقوط سيستمر لتزداد الضغوط على المدرب الكتالوني؟ الإجابة ستكون في ميدان الديربي، حيث ستُكتب فصول جديدة في قصة السقوط الغامض لمانشستر سيتي.