عمان بوست – يعيش برشلونة تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك حالة من التناقض الغريب بين أدائه في البطولات المحلية والأوروبية. بينما يواصل الفريق تألقه القاري، يعاني بشدة على الصعيد المحلي، مما يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التباين.
الهزيمة الأخيرة أمام ليجانيس بهدف نظيف، والتي جاءت على ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي”، كانت بمثابة صاعقة لجماهير برشلونة. هذه الهزيمة قد تهدد صدارة الفريق في الدوري الإسباني، حيث يتساوى في رصيد النقاط مع أتلتيكو مدريد، الذي يملك نفس عدد النقاط مع مباراة أقل. ورغم أن الفريق الكتالوني سيواجه أتلتيكو مدريد في قمة الجولة 19، فإن الأداء المحلي المخيب يثير القلق.
على النقيض، يتألق برشلونة في دوري أبطال أوروبا حيث يحتل المركز الثاني في مجموعته برصيد 15 نقطة، متفوقًا بـ5 انتصارات وهزيمة وحيدة، مما مكنه من التأهل إلى الدور التالي قبل جولتين من نهاية دور المجموعات.
البداية القوية والخيبة المحلية
بدأ برشلونة الموسم بحماس غير مسبوق، حيث حقق 7 انتصارات متتالية في الدوري الإسباني، ليظهر وكأنه فريق لا يُقهر. ومع ذلك، سرعان ما تعرض الفريق لأول خيبة أمل بخسارته 4-2 أمام أوساسونا، ليعترف فليك عقب المباراة قائلاً: “لم نلعب بشكل جيد، والمسؤولية تقع على عاتقي لحماية اللاعبين”. ورغم هذه الخسارة، رد برشلونة بسلسلة من الانتصارات اللافتة محليًا وأوروبيًا.
التناقض بين البطولات
منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني، بدأ التناقض يظهر بشكل أكثر وضوحًا بين دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني. فبعد الفوز الكبير على النجم الأحمر في دوري الأبطال (5-2)، عاد برشلونة ليعاني في الدوري الإسباني بهزيمة وتعادلين متتاليين. ولم يتوقف هذا التذبذب، حيث تعرض الفريق للهزيمة أمام لاس بالماس وتعادل مع ريال بيتيس، قبل أن يواصل نتائجه السلبية في الدوري بخسارته أمام ليجانيس.
تراجع مقلق
التراجع المحلي أصبح غير مبرر، خاصة بعد البداية الاستثنائية للفريق. في آخر 6 مباريات له في الدوري الإسباني، جمع برشلونة 5 نقاط فقط من أصل 18 ممكنة، ليهدر 13 نقطة في مشوار قد يهدد مكانته في الصدارة. وتراجع مستوى اللاعبين، خاصة النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي أصبح محل تساؤل بعد فشله في استغلال الفرص السهلة.
رغم أن الوضع لا يمكن وصفه بالكارثي، إلا أن برشلونة بحاجة ماسة لإعادة تصحيح المسار المحلي قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. ويظل فليك مطالبًا بإيجاد الحلول المناسبة لتجديد دوافع لاعبيه وتحفيزهم للعودة إلى مستواهم المعروف، قبل أن يتفاقم الوضع في الليجا.
