مبابي.. حلم ريال مدريد يتحقق وسط نزيف الدم والمال

عمان بوست – عاش كيليان مبابي، قائد منتخب فرنسا وأحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم، عامًا عاصفًا عام 2024، طُبعت أحداثه بالصراعات الدامية والتضحيات الكبرى، لينتهي بتحقيق حلم حياته: ارتداء قميص ريال مدريد.
صراع مفتوح مع سان جيرمان
بدأت فصول القصة عندما أعلن مبابي صراحة عدم نيته تجديد عقده مع باريس سان جيرمان، في خطوة واضحة للانتقال إلى ريال مدريد. لكن هذا القرار أشعل حربًا مفتوحة داخل النادي الباريسي، حيث وجد نفسه خارج حسابات المدرب لويس إنريكي، الذي صرّح بشكل قاطع: “علينا التعود على اللعب من دون مبابي”.
رغم ذلك، اضطر إنريكي لإشراك مبابي في اللحظات الحرجة، ليقود الفريق لتحقيق ثنائية الدوري والكأس والوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يُقصيهم بوروسيا دورتموند.
رحيل من الباب الضيق
غادر مبابي “حديقة الأمراء” وهو هداف باريس التاريخي، لكنه خرج دون تكريم يليق به، وسط أجواء مشحونة أثرت حتى على شقيقه الأصغر إيثان، الذي استغنى عنه النادي فجأة. اشتعلت حرب نفسية وقانونية بين مبابي وناصر الخليفي، بلغت حد تجميد الرواتب والمكافآت لثلاثة أشهر، لتترك النجم الفرنسي يعاني حتى لحظة رحيله.
تحقيق الحلم.. ولكن بثمن
في مايو/أيار الماضي، وقع مبابي عقدًا مع ريال مدريد يمتد حتى صيف 2029، في صفقة انتقال حر. لكن الحلم لم يكتمل بسهولة؛ ففي أول مباراة له مع فرنسا في يورو 2024، تعرض لإصابة بكسر في الأنف، سالت خلالها دماؤه. ورغم الحاجة إلى التدخل الجراحي، قرر مبابي التضحية والاستمرار مع منتخب بلاده وعدم تعطيل بدايته مع الملكي.
نجاحات مشوبة بالأزمات
قاد مبابي ريال مدريد لتحقيق لقبي السوبر الأوروبي وكأس القارات للأندية في أول أربعة أشهر، لكنه استمر في مواجهة الأزمات، بدءًا من غيابه عن معسكرات منتخب فرنسا لأسباب ذهنية وبدنية، وصولًا إلى حملة شرسة من الإعلام الفرنسي، وصلت إلى المطالبة بسحب شارة القيادة منه.
اتهامات وهبوط المستوى
تفاقمت الضغوط مع اتهامات مبابي بالتحرش بفتاة في السويد، وهو ما نفاه بشدة. لكن الهجوم الإعلامي ترك بصمته على أدائه داخل الملعب؛ حيث تراجع مستواه، وأضاع ركلتي جزاء حاسمتين تسببتا في خسارة ريال مدريد أمام ليفربول وأتلتيك بيلباو.
النجم الفرنسي.. بين الدماء والطموحات
مبابي يقف اليوم على مفترق طرق، بين طموحه لإثبات جدارته في ريال مدريد وحلمه بقيادة فرنسا لتحقيق المزيد من الألقاب، وبين أزمات تهدد بإعاقة مسيرته داخل وخارج المستطيل الأخضر. ومع ذلك، تبقى قصة انتقاله إلى الملكي صفحة جديدة محفوفة بالتحديات والآمال الكبيرة.