لحظات السقوط: توتر وانهيار وفرار بشار الأسد بترتيب عسكري روسي

عمان بوست – في تفاصيل مثيرة كُشف عنها لأول مرة، روى كامل صقر، مدير المكتب الإعلامي السابق في الرئاسة السورية، مشاهد درامية رافقت سقوط بشار الأسد وفراره من سوريا في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024. هذه اللحظات كشفت عن عزلة الأسد وتوتره، في ظل تخلي أقرب حلفائه عنه، وخصوصاً روسيا.
اتصالات متعثرة ببوتين
وفقًا لصقر، بدأ الأسد يشعر بالعزلة عندما فشلت محاولاته المتكررة للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورغم تكرار محاولات الاتصال بين يومي الأربعاء والخميس، قوبلت طلباته بالرفض، حيث قيل له إن بوتين في زيارة إلى بيلاروسيا، وهو تبرير وصفه صقر بأنه غير مقنع، مشيرًا إلى وجود رفض روسي واضح للتواصل.
كلمة متلفزة مؤجلة.. وساعات فرار متوترة
قبل أيام قليلة من فراره، قرر الأسد إلقاء كلمة متلفزة “مفاجئة”، لكنها لم تُبث قط. تأجلت الكلمة من الخميس إلى الجمعة، ثم إلى السبت، ليقرر الأسد في النهاية إلغاءها تمامًا. وفي تلك الساعات الحرجة، تلقى الأسد زيارة من ملحق عسكري روسي في القصر الجمهوري منتصف الليل، لتنطلق عملية فراره إلى روسيا عبر قاعدة “حميميم” الجوية في اللاذقية، ومنها إلى موسكو.
انهيار داخلي وصراعات شخصية
وكشف صقر عن خلافات داخلية عكست انهيار النظام من الداخل، مشيرًا إلى مشادة لفظية جرت بينه وبين المستشارة الإعلامية السابقة لونا الشبل، بحضور الأسد. وتوفيت الشبل لاحقًا في حادث غامض لم تُجرَ بشأنه أي تحقيقات جنائية.
مرافقة أبرز الشخصيات في عملية الفرار
رافق الأسد في عملية الهروب وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ومرافقه الشخصي، ومنصور عزام، الأمين العام السابق لرئاسة الجمهورية. وتطلبت عملية الفرار تأمينًا مكثفًا للطائرة التي أقلت الأسد من قاعدة “حميميم”، حيث انتظر لساعات قبل أن تقلع الطائرة.
شهادة من داخل قصر الأسد
الحوار الذي أجراه الإعلامي حسين الشيخ مع كامل صقر، يعدّ أول شهادة موثقة تقدم تفاصيل من داخل قصر الأسد، تكشف اللحظات الأخيرة لسقوطه وفراره من سوريا. هذه الأحداث الدرامية ترسم صورة واضحة لانهيار النظام السوري وعزلته، وسط خذلان حلفائه الأقرب.