الأردن يقود جهودًا إنسانية ودبلوماسية لدعم غزة وسط أهوال الحرب

عمان بوست – بعد مرور 15 شهرًا على الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تصدر المشهد الإقليمي والدولي في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين. بتوجيهات ملكية سامية، أثبت الأردن أنه في طليعة الدول التي سخّرت إمكانياتها العسكرية والإنسانية والدبلوماسية لدعم قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وسط واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا.
تحركات دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب
قاد جلالة الملك، منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلي، جهودًا دبلوماسية مكثفة بالتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية، مطالبًا بوقف الحرب فورًا وضمان إيصال المساعدات الإنسانية. وبالتوازي، تحرك وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي على الصعيد العالمي، حيث زار عدة عواصم لحشد الدعم لوقف العدوان وحماية المدنيين.

قوافل برية: شريان الحياة لغزة
سيرت القوات المسلحة الأردنية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية 140 قافلة برية إلى غزة، محملة بأكثر من 5063 شاحنة من المساعدات الإنسانية. تضمنت القوافل مواد غذائية، أدوية، ومستلزمات طبية أساسية، في محاولة لتخفيف المعاناة اليومية التي يواجهها سكان القطاع.

جسر جوي وإنزالات استثنائية
أرسلت المملكة 53 طائرة مساعدات إلى مطار العريش بمصر، محملة بـ8865 طنًا من الإمدادات. كما نفذت الطائرات الأردنية 125 عملية إنزال جوي داخل القطاع، بمشاركة مباشرة من جلالة الملك وسمو ولي العهد الأمير الحسين وسمو الأميرة سلمى. كانت هذه الخطوة رمزًا للتزام الهاشميين بالقضية الفلسطينية ودعمهم المتواصل.

قطاع صحي متكامل
حرص الأردن على تعزيز الدعم الصحي في غزة، حيث أرسل مستشفيات ميدانية إلى شمال وجنوب القطاع، مجهزة بأحدث المعدات الطبية والكفاءات البشرية. وقدمت المستشفيات خدماتها لأكثر من 521 ألف حالة مرضية منذ بداية العدوان. كما استقبل مركز الحسين للسرطان في عمان 50 طفلًا من غزة لتلقي العلاج والرعاية الصحية المتخصصة.
ولإحداث تأثير نوعي، أطلقت القوات المسلحة مستشفى ميدانيًا متخصصًا في النساء والتوليد، يُعد الأول من نوعه عالميًا، إلى جانب مبادرة “استعادة الأمل”، التي ركزت على تركيب الأطراف الاصطناعية لضحايا الحرب باستخدام تقنيات متقدمة، حيث تم تركيب 267 طرفًا اصطناعيًا حتى الآن.
شهداء الواجب وإجلاء المواطنين
تخللت الجهود الأردنية تحديات كبيرة، حيث استشهد رقيب وجندي من القوات المسلحة أثناء نقل المساعدات. ولم تقف التضحيات عند هذا الحد، فقد عملت المملكة على إجلاء مواطنيها من غزة، مع تقديم الرعاية الطبية والدعم اللازم لهم، في ظل ظروف أمنية بالغة الخطورة.
التزام إنساني ودور قيادي
يجسد الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، نموذجًا في تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه غزة. من خلال جسور جوية وقوافل برية ومبادرات مبتكرة، لم يدخر الأردن جهدًا في تخفيف المعاناة، ليظل صوته مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين في وجه آلة الحرب والدمار.
ختامًا، تبقى المملكة الأردنية الهاشمية عنوانًا بارزًا للإنسانية والتضامن، مُكرسة دورها الريادي في الساحة الإقليمية والدولية، حيث أظهر الأردنيون جميعًا، قيادة وشعبًا، التزامًا ثابتًا تجاه فلسطين، القضية المركزية في وجدان الأمة.