عبد الصمد يكتب : لعميد آل البيت

عمان بوست – بقلم سمير عبدالصمد
مَدَّت على قِممِ الهضابِ ظِلالَها
واستشرفَت هامُ الإباءِ جَلالَها
وتَنَسَّمَت كُلُّ الدروبِ أريجَها
وَهَبتْ قُلوبَ العاشقين دَلالَها
هذي ديارُ الصيدِ أَهلُ فَضائلٍ
لا يُشرقُ المجدُ التليدُ سِوى لَها
لِعَميدَ آلِ البَيتِ، أخلَصُ بيعةٍ
قُدتَ البِلادَ مُحقِقًا آمالَها
أطلَعتَ من عَتمِ الليالي فَجرَها
أشرقتَ فيها بَدرَها وهلالَها
وَرَفَعتَ عبدَ اللهِ رايةَ عزِّها
والحَقُّ كانَ مَقالَها وفِعالَها
تَبِعَتكَ أمجادٌ وزَهوُ مَواقِفٍ
إنَّ الأصائلَ تَقتَفي خَيَّالَها
كُلُّ المَواقِفِ بالوَفاءِ تَزَيَّنَت
مَن رامَ قِمَّاتِ المَعالي نالَها
ساءَلتُ دارَ المَجدِ عن عُشَّاقِها
فتَمايَلَت زَهوًا وَرَدَّت شالَها
وأجابَني صَوتُ المُروءةِ صَادِحًا
يَشدو على وَتَرِ الهَوى مَوَّالَها
هُم في ذُرا العلياءِ عُزوةُ مَوطِنٍ
كَتَبوا بِعزمِ الواثقينَ نِضالَها
هُم من رُبا الأردنِّ نَخوةُ فارسٍ
صانَ الأمانةَ حامِلًا أثقالَها
هُم مِن ليالي الشَّوقِ نَجوى عاشقٍ
رَوَّى من القَلبِ النَّقيِّ غِلالَها
هُم مِن صَباحاتِ الأناقةِ شاعرٌ
هذا الثَّرى القُدسيُّ كانَ خَيالَها
الشَّمسُ تُشرِقُ من جُفونِ هٓضابِها
وتُذيبُ أحداقُ المَسا آصالَها
….
يا حُسنَ عَمَّانَ الحبيبةِ دُلَّني
من أيِّ بُستانٍ قَطَفتَ جَمالَها
من أيِّ تاريخٍ كَتبتَ نَشيدَها
غَنَّى الفؤادُ سُهولَها وجِبالَها
مِن أيِّ نَجمٍ بالضِّياءِ تَوَضَّأَت
مِن أيِّ جَوهرةٍ صَقَلتَ خِصالَها
فَتَجَمَّعَت فيها المحاسنُ والنُّهى
أرضُ المَهابَةِ أتعَبَت عُذَّالَها
والقَلبُ، والأشواقُ مِلءُ خُفوقِهِ
أنَّى تَوَجَّهَ لم يَجِد أمثالَها
………..
يا دارَ عبدِ اللهِ عزُّكِ دائمٌ
مَلأ العطاءُ يَمينَها وشِمالَها
هذي بِلادُ الحاملينَ رِسالةً
زَانَ الوفاءُ نِساءَها ورِجالَها
هِيَ للسلامِ بَيارِقٌ خَفَّاقَةٌ
لَكِنَّ في الجُلَّى تَحِدُّ نِصالَها
إن مَسَّها سَهمُ الجُحودِ تَزلزَلَت
أرضُ الأُباةِ، وأَخرجَت أثقالَها
سَتَظلُّ آمالُ العُروبةِ كُلِّها
للأُردنِ الغالي تَشُدُّ رِحالَها
هي مَوطني السَّامي وصَفوُ مَشاعري
لا تَنحَني أشواقُنا إلَّا لَها