عمان بوست – بيروت
أكدت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة وضعت “خطًا أحمر” يمنع انضمام حزب الله إلى الحكومة اللبنانية المقبلة، وذلك على خلفية المواجهات التي خاضها الحزب مع إسرائيل العام الماضي.
وتعدّ زيارة أورتاغوس، الجمعة، الأولى لمسؤول أميركي رفيع إلى لبنان منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه وانتخاب ميشال عون رئيسًا للبلاد، حيث تأتي في ظل تعثر تشكيل الحكومة نتيجة التجاذبات السياسية، لا سيما تمسك حركة أمل، الحليفة لحزب الله، بالموافقة على جميع الوزراء الشيعة، مما أدى إلى جمود في المفاوضات.
موقف أميركي صارم
صرّحت أورتاغوس عقب لقائها الرئيس اللبناني ميشال عون، بأنها “غير خائفة” من حزب الله المدعوم من إيران، مؤكدة أن الحزب “هُزم عسكريًا” في الحرب الأخيرة مع إسرائيل. وأضافت:
“لقد رسمنا خطوطًا حمراء واضحة من قبل الولايات المتحدة، تفيد بأن حزب الله لن يتمكن من إرهاب الشعب اللبناني، وهذا يشمل منعه من الانضمام إلى الحكومة المقبلة.”
وتعرّض حزب الله، الذي تحول إلى قوة سياسية وعسكرية منذ تأسيسه عام 1982، لسلسلة ضربات عسكرية خلال الأشهر الماضية، حيث استهدفته غارات جوية إسرائيلية تزامنت مع عمليات توغل بري في جنوب لبنان. وعلى الرغم من ذلك، وصف الحزب نتيجة المواجهة بأنها “انتصار”، مشيرًا إلى أنه نجح في منع القوات الإسرائيلية من التقدم داخل الأراضي اللبنانية.
هدنة هشة وانسحاب مشروط
أنهت المواجهات الأخيرة في أواخر تشرين الثاني بوقف لإطلاق النار بوساطة أميركية وفرنسية، حيث تم الاتفاق على مهلة 60 يومًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، مقابل سحب حزب الله مقاتليه ونشر القوات اللبنانية في المنطقة. وتم لاحقًا تمديد المهلة إلى 18 شباط.
وفي هذا السياق، أوضحت أورتاغوس أن “18 شباط هو الموعد المحدد لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، وبعدها سيتم نشر القوات اللبنانية في الجنوب، ونحن ملتزمون تمامًا بهذا الاتفاق”، دون أن تؤكد بشكل صريح انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
تصعيد داخلي واحتجاجات
وأثارت تصريحات المسؤولة الأميركية ردود فعل غاضبة في لبنان، حيث وصف رئيس كتلة حزب الله النيابية، محمد رعد، تصريحاتها بأنها “تدخل سافر في السيادة اللبنانية، وخروج عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية.”
كما نفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية أن يكون موقف أورتاغوس معبرًا عن موقف الرئاسة، مؤكدًا أن تصريحاتها تعكس وجهة نظرها الشخصية فقط.
وفي تطور لافت، خرجت مجموعات من أنصار حزب الله إلى الشوارع بالقرب من مطار بيروت، حيث أشعلوا الإطارات ورفعوا الأعلام الصفراء للحزب، بينما قام بعضهم بالدوس على العلم الأميركي، في إشارة إلى رفض التدخل الأميركي في الشأن اللبناني.
لقاءات مرتقبة في بيروت وجنوب لبنان
ومن المتوقع أن تواصل أورتاغوس لقاءاتها في بيروت، حيث تجتمع مع رئيس الوزراء المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حركة أمل. كما ستقوم بزيارة ميدانية إلى جنوب لبنان برفقة قيادات من الجيش اللبناني.
رويترز
