رياضة بوسترياضة عريبة

رونالدو يثبت تطوره ويغادر فخ الأنانية بفضل “الخلطة السحرية” في النصر

عمان بوست – على الرغم من مسيرته الطويلة التي تمتد عبر الأندية الكبرى والمنتخب البرتغالي، إلا أن كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر السعودي، ظل هدفًا للانتقادات بسبب تصرفاته التي غالبًا ما تم تفسيرها على أنها أنانية. تلك الغريزة التهديفية القوية التي ميّزت “الدون” في مسيرته، دفعته في العديد من الأحيان للتركيز على تحطيم الأرقام، ما جعله يتصدر المشهد، سواء مع منتخب بلاده أو مع الأندية التي دافع عن ألوانها.

الاتهامات بالأنانية

على مر السنوات، تزايدت الاتهامات التي استهدفت رونالدو، حيث اعتبره العديد من النقاد لاعبا أنانيا، خاصة في لحظات كانت فيها الأنانية واضحة في تصرفاته داخل الملعب. أشهر هذه الانتقادات جاءت على لسان أسطورة مانشستر يونايتد واين روني، الذي أشار إلى أن عقلية رونالدو كانت تقتصر على الأهداف فقط، ملمحًا إلى عدم اهتمامه ببقية جوانب اللعب الجماعي. ووافقه الهولندي رفاييل فان دير فارت، الذي تحدث عن أن “رونالدو كان يعاني من الأنانية” حتى في فترات الانتصار.

وفي وقت لاحق، انتقده لاعبون آخرون مثل أنطونيو كاسانو، الذي قال إن رونالدو كان يعيق عمل المدربين، مركزًا على تحطيم الأرقام الشخصية أكثر من مساعدة الفريق ككل. حتى القصص الصحفية التي تناقلتها وسائل الإعلام أضافت مزيدًا من الشكوك حول تصرفاته الأنانية.

المفاجأة الكبرى

لكن في مباراة البرتغال ضد تركيا في كأس الأمم الأوروبية 2024، فاجأ رونالدو الجميع بتصرف استثنائي، عندما مرر كرة حاسمة لزميله برونو هيرنانديز بدلاً من محاولة التسجيل بنفسه، رغم أنه كان في موقع جيد للتسجيل. هذا التصرف جعل لاعبي البرتغال، مثل روبن نيفيز، يتحدثون عن التغيير الكبير في شخصية رونالدو، مشيرين إلى أنه في الماضي لم يكن ليتصرف بهذه الطريقة.

“الخلطة السحرية” في النصر

على صعيد نادي النصر، الذي انضم إليه في الآونة الأخيرة، أظهرت التقارير الصحفية أن رونالدو كان داعمًا لفكرة التعاقد مع لاعبين آخرين لتقوية الفريق. وفي الوقت الذي كان يعتقد البعض أن التعاقد مع مهاجم مثل الكولومبي جون دوران قد يعرض هيمنته على الفريق للخطر، إلا أن رونالدو وبرغم دوره الكبير، أظهر في المباريات الأخيرة كيف يمكن أن تعمل “الخلطة السحرية” بينه وبين دوران لصالح الفريق.

في المباريات الأخيرة، أظهر رونالدو روحًا قيادية استثنائية، حيث فضل في العديد من المواقف أن يخرج من الملعب لتشجيع زملائه، وهو ما يبرز تحولًا مهمًا في شخصيته. في مباراة الأهلي في الدوري السعودي، قرر رونالدو الخروج من الملعب في الدقيقة 76 ليترك المساحة لدوران، الذي أضاف هدفًا آخر للفريق.

الخروج من فخ الاتهامات

يبدو أن التصرفات الأخيرة لرونالدو ستساعده على الخروج من دائرة الاتهامات المتعلقة بالأنانية. فالتعاون المثمر مع زملائه في النصر، وتقديم الدعم المعنوي لزميله دوران، يظهر جانبًا جديدًا من شخصية هذا اللاعب الأسطوري. ومع استمرار السعي نحو الألقاب مع النصر، سيكون لهذا التحول في سلوك رونالدو تأثير إيجابي على علاقته بالجماهير.

من خلال هذه التحولات، يبدو أن “الدون” قد استطاع أخيرًا أن يطوي صفحة الاتهامات القديمة، ليعود إلى ساحة الإبداع الجماعي والقيادة الحقيقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى