عمان بوست – انطلقت الثلاثاء في مدينة جدة السعودية جولة مباحثات بين وفدين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، في محاولة لإيجاد مسار دبلوماسي لإنهاء الحرب مع روسيا، وذلك بعد ساعات فقط من تنفيذ كييف ما وصفته موسكو بـ”أكبر هجوم بطائرات مسيّرة” منذ اندلاع النزاع.
وتسعى أوكرانيا من خلال هذه المباحثات إلى إعادة ترميم علاقاتها مع واشنطن، بعد توتر أعقب لقاءً جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي. ويأمل زيلينسكي في تحقيق تقارب براغماتي جديد مع الولايات المتحدة، مقترحًا هدنة جوية وبحرية مع روسيا كخطوة أولية نحو السلام.
ويرى مراقبون أن مقترح زيلينسكي يهدف إلى التماهي مع رؤية ترامب، الذي شدد مرارًا على ضرورة إنهاء الحرب سريعًا، متهماً كييف بعدم الجدية في السعي نحو حل دبلوماسي. ويأتي هذا التحرك في ظل تحول الموقف الأميركي من دعم غير مشروط لأوكرانيا إلى فرض مزيد من الضغوط على كييف، شمل تقليص المساعدات العسكرية ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وفي تصعيد جديد، أعلنت موسكو أن أوكرانيا شنت هجومًا جويًا هو الأكبر من نوعه، حيث استهدفت 91 طائرة مسيّرة العاصمة الروسية، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 18 آخرين، فضلًا عن نشوب حرائق وتعطّل الملاحة الجوية في عدة مطارات رئيسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 337 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الساعات الأخيرة.
وفي سياق المباحثات، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في طريقه إلى جدة، أن هذه الجولة تهدف إلى “تقييم مدى استعداد أوكرانيا لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية”، مشددًا على أن “أي وقف لإطلاق النار لن يتحقق دون تقديم الجانبين تنازلات حقيقية”.
ويرأس الوفد الأميركي إلى المحادثات مستشار الأمن القومي مايك والتس، فيما يقود الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس أندريه يرماك. وفي حين لم يشارك زيلينسكي في الاجتماع، فقد بدأ زيارة رسمية إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ونشرت وزارة الخارجية الأوكرانية مقطع فيديو يوثق لحظة دخول الوفد الأوكراني إلى قاعة الاجتماعات، مشيرةً إلى أن “المحادثات انطلقت في أجواء إيجابية وبنّاءة”. كما أكد يرماك، عبر منصة “إكس”، أن اللقاء بدأ بروح “إيجابية”، مشددًا على استمرار الجهود الدبلوماسية.
على صعيد آخر، أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه يأمل في توقيع اتفاقية المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قريبًا، فيما أفادت مصادر مطلعة بأنه يعتزم زيارة موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن موسكو تتوقع أن تطلعها واشنطن على تفاصيل المباحثات الجارية في السعودية، في إشارة إلى متابعة روسيا عن كثب لأي تحركات دبلوماسية قد تؤثر على مجريات النزاع القائم.
رويترز + أ ف ب
