عمان بوست – تعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران مجددًا، حيث تترقب الجماهير مواجهات إياب ثمن النهائي، بعد أن كشفت مباريات الذهاب عن تفوق واضح لكبار القارة، وعلى رأسهم ريال مدريد وبايرن ميونخ، اللذان أثبتا من جديد أنهما استثناء في البطولة.
ملوك البطولة.. التاريخ يُنصف العملاقين
يُعد ريال مدريد وبايرن ميونخ من أعمدة دوري الأبطال، فالملكي هو البطل التاريخي بـ15 لقبًا، فيما يحل العملاق البافاري ثالثًا بـ6 ألقاب. حضور الفريقين في الأدوار الإقصائية صار تقليدًا ثابتًا، حيث تأهل الريال إلى ثمن النهائي 22 مرة، يليه البايرن بـ21 مرة، وهو أكثر الأندية تجاوزًا لهذا الدور بواقع 16 مرة.
بايرن ميونخ يتصدر أيضًا قائمة الفرق الأكثر فوزًا في هذا الدور بـ24 انتصارًا، كما يمتلك سجلًا تهديفيًا خارقًا بلغ 104 أهداف، بينما يحل الريال ثالثًا بـ72 هدفًا. ولم يكن غريبًا أن يكون البافاري صاحب 4 من أكبر الانتصارات في تاريخ ثمن النهائي، بتسجيله سباعيات تاريخية أمام بازل، شاختار، سبورتنج لشبونة، وسالزبورج.
الاستثناء الوحيد.. صمود الريال والبايرن
شهدت نسخة هذا الموسم تغييرًا كبيرًا بنظام المجموعات، ما أفرز ملحقًا تأهيليًا قبل ثمن النهائي، حيث كان الريال والبايرن من بين الفرق التي خاضت هذا الملحق. لكن مع انطلاق مواجهات الذهاب، كان الثنائي الوحيد الذي نجا من “لعنة الأرض” وخرج بنتائج إيجابية.
ريال مدريد خطف فوزًا ثمينًا من أتلتيكو مدريد (2-1) على ملعب سانتياجو بيرنابيو، ليعزز تفوقه التاريخي في البطولة أمام جاره، بعدما أطاح به في النهائي عامي 2014 و2016، وفي نصف النهائي عام 2017، وربع النهائي 2015. من جهته، سحق بايرن ميونخ ضيفه ليفركوزن بثلاثية نظيفة، منهياً سلسلة من 6 مباريات دون انتصار أمامه، ليقترب بشدة من حسم بطاقة العبور.
“لعنة الأرض”.. باريس وبنفيكا أبرز الضحايا
على النقيض، لم يتمكن أي فريق آخر تأهل من الملحق من تحقيق نتيجة إيجابية على أرضه، حيث سقط باريس سان جيرمان أمام ليفربول (1-0) رغم أدائه الهجومي القوي، ما يجعل مهمته صعبة للغاية في الإياب على ملعب “أنفيلد” المرعب، حيث لم ينجح الباريسيون في الفوز هناك من قبل.
كذلك، تعرض بنفيكا لهزيمة على ملعبه أمام برشلونة (1-0)، ليمنح الفريق الكتالوني أفضلية كبيرة، خاصة بعد فوزه عليه ذهابًا في دور المجموعات بنتيجة (5-4). أما أرسنال، فحسم تأهله عمليًا بفوز كاسح على آيندهوفن (7-1) خارج أرضه، ليكتب واحدًا من أكبر الانتصارات في هذا الدور.
أستون فيلا أيضًا واصل تألق الأندية الإنجليزية، بفوزه على كلوب بروج (3-1) خارج أرضه، ليقترب من التأهل إلى ربع النهائي لأول مرة منذ 1983. كما انتقم إنتر ميلان لغريمه ميلان بفوز ثمين على فينورد (2-0)، ليعزز فرصه في العبور إلى دور الثمانية.
أما بوروسيا دورتموند، فسيخوض “مباراة الموسم” أمام ليل بعد تعادله المخيب ذهابًا (1-1)، في محاولة لإنقاذ موسمه وسط تذبذب نتائجه في الدوري الألماني.
ريال مدريد وبايرن.. ملوك الأدوار الإقصائية
مرة أخرى، يثبت ريال مدريد وبايرن ميونخ أنهما ليسا مجرد فرق عملاقة، بل أندية ولدت للبطولات الكبرى، تجيد التعامل مع الأدوار الإقصائية تحت أي ظرف. فبينما سقطت بقية الفرق ضحية “لعنة الأرض”، استمر الكبيران في فرض سطوتهما، ليؤكدا أن التاريخ لا يخطئ حين يتحدث عن أساطير دوري الأبطال.
