عمان بوست – منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021، نال جيانلويجي دوناروما الكثير من التقدير باعتباره واحدًا من أفضل حراس المرمى في العالم. إلا أن مسيرته في الفريق الباريسي لم تخلُ من التحديات والقرارات الصعبة، خصوصًا مع وصول المدرب الإسباني لويس إنريكي في الموسم الحالي.
بدأت رحلة دوناروما في باريس مع تباين في الأدوار تحت إشراف المدربين السابقين. ففي ظل المدرب ماوريسيو بوكيتينو، ساد التناوب بينه وبين زميله الكوستاريكي كيلور نافاس، مما أثار استياء الحارس الإيطالي الذي كان يسعى للعب كأساسي في كل المباريات. هذا الموقف دفع المدرب كريستوف جالتييه لاحقًا إلى تبني سياسة تجعله الحارس الأول، مما أسفر عن رحيل نافاس.
لكن الأمور تغيرت مع قدوم لويس إنريكي، الذي اتبع سياسة حازمة وصارمة مع جميع اللاعبين. المدرب الإسباني لا يعترف بمفهوم اللاعبين الأساسيين، بل يتبنى فكرة “النجم هو الفريق”، مؤكدًا على ضرورة تواجد 17 لاعبًا جاهزًا في أي وقت. هذه السياسة كان لها أثر كبير على اللاعبين الكبار، وفي مقدمتهم كيليان مبابي وعثمان ديمبلي.
إنريكي، الذي قرر عدم الالتفات إلى شكوى مبابي بعد منعه من اللعب في مركز رأس الحربة، استمر في مفاجأة الجميع بتبديلاته الجريئة، والتي شملت أيضًا استبعاد ديمبلي في مباراة أرسنال بدوري أبطال أوروبا. هذه القرارات الصارمة جلبت نتائج إيجابية، حيث انفجر ديمبلي لاحقًا ليصبح أفضل هداف في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى بداية من 2025.
أما بالنسبة لدوناروما، فقد تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أخطاء مؤثرة في مباريات دوري الأبطال، مما دفع إنريكي لوضعه على مقاعد البدلاء لصالح الحارس الإسباني الشاب أرناو تيناس. كما دفع المدرب الفرنسي النادي للتعاقد مع الحارس الروسي ماتفي سافونوف، وهو ما زاد من ضغط التنافس على مكان الحارس الأساسي.
لكن يبدو أن هذه القرارات قد أثارت حفيظة دوناروما، الذي استجاب بتألق لافت في المباريات الأخيرة. في مباراة الإياب ضد ليفربول بدوري الأبطال، قدم دوناروما أداءً رائعًا، حيث حصل على جائزة رجل المباراة بعد قيادة الفريق للإقصاء من أنفيلد.
تزامن تألق دوناروما مع تقارير إعلامية تشير إلى استعداده لتجديد عقده مع باريس سان جيرمان، بعدما بات أكثر قبولًا لسياسة الرواتب الجديدة في النادي. في المقابل، استمر إنريكي في التأكيد على أهمية الانضباط والالتزام داخل الملعب وخارجه، مشيرًا إلى أن “الفريق الأكثر نجاحًا ليس الذي يملك أكبر ميزانية، بل الذي يتمتع بأكبر قدر من الانسجام والانضباط.”
تظل سياسة إنريكي حافزًا للعديد من اللاعبين في باريس سان جيرمان، حيث يترسخ المفهوم القائل إن التفوق لا يعتمد على النجومية الفردية، بل على الفريق ككل.
