عمان بوست – ألغت الولايات المتحدة جميع التأشيرات الممنوحة لمواطني جنوب السودان، في خطوة غير مسبوقة من إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد رعايا دولة أجنبية.
وفي بيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، تم الإعلان عن هذا القرار الذي يأتي على خلفية رفض حكومة جنوب السودان استعادة مواطنيها المستهدفين بإجراءات الطرد، وهو أمر يعكس توترات مشابهة لتلك التي نشبت بين فرنسا والجزائر بشأن قضايا دبلوماسية مشابهة.
وقال روبيو: “تقرر وزارة الخارجية الأميركية، وبمفعول فوري، إلغاء كافة التأشيرات الممنوحة لحاملي جوازات السفر من جنوب السودان”. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار تطبيق سياسة صارمة للهجرة تتبناها الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أن “من الضروري أن توقف الحكومة الانتقالية في جنوب السودان استغلال الولايات المتحدة”.
وأكد روبيو على أهمية تطبيق قوانين الهجرة للأمن القومي والسلامة العامة، مضيفًا أن كل دولة يجب أن توافق على استعادة مواطنيها عندما تطلب دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، ترحيلهم.
وعلى إثر هذا القرار، ستوقف واشنطن أيضًا إصدار تأشيرات جديدة لمواطني جنوب السودان. وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة على استعداد لمراجعة هذه السياسة حال تعاون جنوب السودان بشكل كامل”.
خلفية القرار
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة لجنوب السودان، أحد أفقر البلدان في العالم، والذي يعاني من صراعات داخلية مستمرة منذ انفصاله عن السودان في عام 2011. كما يعاني البلد من أزمات أمنية واقتصادية مستمرة، ما دفعه إلى احتلال المركز ما قبل الأخير في مؤشر التنمية البشرية لعام 2022.
واستهدفت الولايات المتحدة، في وقت سابق من عهد الرئيس ترامب، دولًا ذات غالبية مسلمة بإجراءات مماثلة، لكن جنوب السودان تم استثناؤه حينها. كما يواجه البلد الآن خطر العودة إلى حرب أهلية، وهو ما حذرت منه الأمم المتحدة في مارس الماضي.
هذا القرار يتزامن مع قرب انتهاء وضع الحماية المؤقتة الذي كان يتمتع به مواطنو جنوب السودان في الولايات المتحدة، والذي كان يحظر طردهم بسبب الظروف الاستثنائية مثل الحرب. ومن المقرر أن تنتهي هذه الحماية الشهر المقبل.
