عمان بوست – أنهى نادي ليفربول الإنجليزي، اليوم الجمعة، الجدل القائم حول مستقبل نجمه المصري محمد صلاح، بإعلان رسمي عن توقيع عقد جديد يربط اللاعب بالفريق حتى صيف عام 2027، واضعًا حدًا لشهور من التكهنات حول إمكانية رحيله.
وكان صلاح قد ألمح في عدة مناسبات لاحتمالية خوض تجربة جديدة مع نهاية الموسم، في ظل تباطؤ إدارة “الريدز” في فتح ملف التجديد، ووجود تقارير متزايدة تربطه بالانتقال إلى الدوري السعودي.
لكن، وبعد مفاوضات مطولة، توصل الطرفان إلى اتفاق يضمن بقاء النجم المصري في قلعة “أنفيلد” لعامين إضافيين. وبحسب تقارير صحفية، سيحافظ صلاح بموجب العقد الجديد على راتبه الأسبوعي البالغ 350 ألف جنيه إسترليني، مع حوافز إضافية قد ترفعه إلى 400 ألف، بناءً على الأداء وتحقيق بعض الشروط.
استمرار مثمر لجميع الأطراف
الاتفاق لا يمثل فقط انتصارًا للنادي، بل هو مكسب جماعي:
- النادي سيحافظ على أحد أبرز نجومه وأعمدته الفنية، والذي يمثل أيضًا أحد أهم الأصول التسويقية على مستوى العالم.
- الجماهير عبّرت مرارًا عن دعمها لصلاح، ورفضها لفكرة رحيله، من خلال رفع لافتات التأييد له خلال المباريات.
- اللاعب نفسه يواصل كتابة فصل جديد من تاريخه الذهبي مع فريقه، مؤجلًا عروضًا مغرية، في مقدمتها عرض من الدوري السعودي.
صلاح، الذي انضم إلى ليفربول في 2017، أصبح خلال السنوات الماضية أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي، حيث سجل حتى الآن 243 هدفًا وقدم 111 تمريرة حاسمة في 394 مباراة، ليحتل المركز الثالث في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي، خلف كل من روجر هانت وإيان راش.
طريق الأرقام التاريخية لا يزال مفتوحًا
تجديد عقد صلاح يضعه أمام فرصة حقيقية لتجاوز روجر هانت، الذي يبتعد عنه بفارق 42 هدفًا فقط، بل وربما الاقتراب لاحقًا من رقم إيان راش القياسي البالغ 346 هدفًا، ما يجعله مرشحًا بقوة ليكون الهداف التاريخي الأول للنادي.
كما يواصل صلاح مطاردته للقمم في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يتقاسم حاليًا المركز الخامس في قائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة برصيد 184 هدفًا، متساويًا مع سيرجيو أجويرو، ومبتعدًا بـ3 أهداف فقط عن أندرو كول صاحب المركز الرابع.
ولا يقتصر تأثير صلاح على التسجيل فحسب، إذ يملك في رصيده 84 تمريرة حاسمة، ما يضعه ضمن قائمة أكثر 10 لاعبين صناعة للأهداف في تاريخ البريميرليج، مع فرصة قوية لتخطي جيمس ميلنر هذا الموسم، والوصول لاحقًا إلى نادي المئة إلى جانب أسماء لامعة مثل جيجز، دي بروين، فابريجاس، روني ولامبارد.
بقاء الأسطورة.. والهدف أبعد من الألقاب
استمرار صلاح في “أنفيلد” لا يُعزز فقط من حضور ليفربول الفني والمنافساتي، بل يضمن استمرار أيقونة جماهيرية عالمية، باتت تمثل رمزًا رياضيًا وثقافيًا.
ومع دخول النجم المصري عامه الثاني والثلاثين، يبدو أن فصول قصته الأسطورية لم تكتمل بعد، بل على العكس، لا تزال مفتوحة على المزيد من المجد الشخصي والجماعي، في مشوار يطمح فيه إلى أن ينقش اسمه، لا فقط في تاريخ ليفربول، بل في تاريخ كرة القدم بأكملها.
