راعي كنيسة الميلاد: استهداف المعمداني رسالة تهجير قسري.. “الرحيل أو الموت”

عمان بوست – اعتبر راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم، القس منذر إسحق، أن استهداف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة يحمل رسالة صادمة وذات دلالة خطيرة مفادها “الرحيل أو الموت”، في إطار سياسة ممنهجة لفرض التهجير القسري وتقويض مقومات الحياة في القطاع.
وقال إسحق، في تصريحات لقناة “المملكة”، إن تدمير المستشفى تزامن مع “أسبوع الآلام”، في مشهد مأساوي للنازحين وهم يغادرون المكان تحت القصف، مؤكدًا أن استهداف المعمداني لم يكن عشوائيًا، بل رسالة واضحة تسعى من خلالها إسرائيل إلى دفع الفلسطينيين نحو النزوح القسري، عبر استهداف المرافق الحيوية والأساسية.
وأضاف: “ما جرى هو امتداد لمسار طويل من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة، حيث تُستهدف المستشفيات مرارًا. لكن الأكثر قسوة هو شعورنا بالعجز أمام هذه الفظائع، في وقتٍ تُلقي فيه التداعيات بظلالها حتى على احتفالات الكنائس في الضفة الغربية، وخصوصًا بيت لحم”.
وأشار إسحق إلى أن “أهالي غزة يعيشون في عزلة تامة، ونحن نواصل الصلاة من أجلهم ومن أجل المصابين”، واصفًا صمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث بأنه “عار”، مطالبًا بإدانة واضحة للهجمات التي تطال المدنيين والبنية التحتية الصحية.
وفي رده على المزاعم الإسرائيلية باستخدام المستشفى لأغراض عسكرية، قال: “الجيش الإسرائيلي دأب على ترويج الأكاذيب، لكن المؤسف أن الغرب ما زال يتعامل مع رواياته كحقائق رغم انعدام الأدلة”، مؤكدًا أن ما جرى يعد “جريمة حرب مكتملة الأركان، ويعكس سلوك دولة تتصرف فوق القانون”.
ودعا إسحق إلى “تحرك دولي فوري لوقف الإبادة وفرض عقوبات على إسرائيل، ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني”.
وختم بالقول: “لأول مرة، تُعزل القدس عن بيت لحم بهذا الشكل رغم قرب المسافة، بفعل الحواجز الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري، ما يحرم حتى أهل المدينة المقدسة من أداء صلواتهم في موسم الأعياد، نتيجة لإجراءات قمعية وتعسفية”.