محلياتمحليات بوست

الحمود: تمويه احترافي وخطة معقدة.. إحباط مخطط الخلية الإرهابية تطلّب صبرًا ورصدًا دقيقًا

عمان بوست – قال مدير الأمن العام الأسبق وعضو مجلس الأعيان، فاضل الحمود، إن عملية ضبط الخلية الإرهابية التي أعلنت عنها الجهات الأمنية مؤخرًا جاءت بعد مراقبة دقيقة استمرت لفترة طويلة، مؤكدًا أن الأساليب التمويهية التي استخدمها أفراد الخلية تطلبت “نفسًا طويلًا” ومتابعة استخبارية دقيقة لضبطهم بالجرم المشهود.

وفي تحليله الفني والعسكري للموقع الذي استخدمته الخلية، أوضح الحمود خلال استضافته في برنامج “صوت المملكة”، أن المستودع الكائن في إحدى المناطق الصناعية أُنشئ بطريقة مدروسة للتمويه، حيث بدا كمصنع قيد الإنشاء من الخارج، بينما أخفيت تحته غرف سرية أُعدت لعمليات تصنيع خطيرة.

وبيّن أن التصميم الخارجي تضمّن كرفانًا ومواد بناء لتضليل المارة، في حين أُنشئت غرف تحت الأرض بشكل يصعب اكتشافه، حتى عند المرور العادي، مشيرًا إلى أن الأبواب كانت مخفية تمامًا باستخدام “القصارة” أو الصبّات الخرسانية، وهو أسلوب احترافي يصعب رصده.

وأضاف الحمود أن الخلية استخدمت بوابة رئيسية للتمويه، بينما استُخدم باب جانبي فعليًا لدخول وخروج الأفراد والمركبات، موضحًا أن إحدى الغرف تحت الأرض صُمّمت بمساحة تقديرية تتراوح بين 200 إلى 300 متر مربع، ومُهيأة لاستقبال مركبات كبيرة.

وكشف الحمود عن أن التحقيقات أظهرت تجهيز الخلية لصناعة صواريخ يصل مداها إلى 5 كيلومترات، وطائرات مسيّرة قد يبلغ مداها 12 كيلومترًا، مؤكدًا أن إمكاناتها لم تكن مؤهلة لدعم المقاومة كما يدّعي البعض، بل كانت معدة للاستهداف الداخلي.

وبحسب الحمود، فإن أعمال الرصد والتحضير للعملية تعود إلى عام 2021، أي قبل اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، ما يؤكد أن الهدف الرئيس كان زعزعة الأمن الوطني الأردني، وليس أي جهة خارجية.

وتحدّث الحمود عن البنية التنظيمية للخلية، موضحًا أنها شُكلت من أربع مجموعات مستقلة، تتبع أسلوب “الاتصال الخيطي”، حيث لا تعرف كل مجموعة سوى مهمتها المحددة، دون علم بأفراد أو مهام المجموعات الأخرى، بينما القائد فقط يمتلك الصورة الكاملة، وهو ما جعل اختراق الشبكة مهمة معقدة استغرقت وقتًا وجهدًا كبيرين.

وأشار إلى أن التحقيقات الجارية قد تكشف عن أسماء أخرى متورطة لم يُعلن عنها بعد، متوقعًا أن تكون الأهداف المحتملة للخلية تشمل منشآت عسكرية ومؤسسات حكومية ومدنية داخل الأردن.

وأكد الحمود أن التخطيط المحكم ومستوى الاحتراف العالي يشيران إلى تدريب مسبق ودعم من جهات خارجية، لافتًا إلى أن عملية الإيقاع بالخلية تُعد إنجازًا أمنيًا كبيرًا يعكس كفاءة الأجهزة الأمنية الأردنية في حماية أمن البلاد واستقراره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى