رياضة بوسترياضة عالمية

أنشيلوتي.. حجر الأساس في قصة ريال مدريد المعاصرة

عمان بوست – قبل أكثر من عقد، وتحديدًا في نهائي كأس الملك 2014، وقف كارلو أنشيلوتي على خط التماس بثبات، فيما كانت أعين جماهير ريال مدريد تترقب لحظة الحسم أمام الغريم برشلونة. غاب كريستيانو رونالدو عن اللقاء، لكن “هروب بيل” التاريخي في الدقيقة 85 منح المدرب الإيطالي أول ألقابه مع الميرينجي، وأطلق شرارة مرحلة ذهبية.

لم تمضِ أسابيع حتى تُوّج أنشيلوتي باللقب الأهم: دوري أبطال أوروبا، بعد ريمونتادا ملحمية أمام أتلتيكو مدريد، ختمها الفريق بفوز 4-1 بعد التعادل في الدقيقة 93. لقب “العاشرة” جعل اسم أنشيلوتي محفورًا في ذاكرة المدريديين.

لكن طريق المجد لم يكن مفروشًا بالذهب. فبعد موسم قوي، تراجع الأداء، وخرج الفريق من دوري الأبطال والدوري، لتقرر الإدارة إقالة أنشيلوتي في صيف 2015 رغم دعم اللاعبين، ما أثار غضب الجماهير ودهشة الشارع الرياضي.

العودة… وبناء جيل جديد

عاد أنشيلوتي إلى مدريد في صيف 2021 وسط تغيرات جذرية: رحيل راموس، وغياب كريستيانو، وتراجع أدوار الأسماء المخضرمة. في المقابل، ظهر جيل جديد يضم فينيسيوس، فالفيردي، رودريجو، كامافينجا وبيلينجهام لاحقًا.

في موسمه الأول بعد العودة، قاد أنشيلوتي هذا الجيل للتتويج بثنائية الليجا ودوري الأبطال 2022، بفضل عودات درامية أمام باريس، تشيلسي والسيتي، ثم فوز على ليفربول في النهائي.

من الكلاسيكي إلى المرن

تغيّر أنشيلوتي، من مدرب تقليدي إلى عقل تكتيكي مرن. بعد رحيل بنزيما، غيّر الرسم الخططي إلى 4-3-1-2، مستغلًا قدرات بيلينجهام كصانع لعب خلف فينيسيوس ورودريجو، ليواصل الفريق تقديم مستويات مقنعة رغم التحديات.

تُوج أنشيلوتي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في 2024، ليصبح أكثر مدرب تتويجًا بالبطولة، ويعزز إرثه في التاريخ الأوروبي.

النهائي المنتظر.. والنهاية المحتملة

السبت المقبل، يقف ريال مدريد على مشارف نهائي كأس الملك 2025 أمام برشلونة في ملعب “لا كارتوخا”، البطولة التي بدأت معها قصة أنشيلوتي في مدريد، وربما تكون أيضًا محطة الوداع.

فخسارة جديدة أمام البارسا – الثالثة هذا الموسم – قد تعني موسمًا صفريًا للفريق بعد فقدان السوبر والخروج من دوري الأبطال، ما يعزز التوقعات برحيل أنشيلوتي نهاية الموسم وتوجهه نحو تدريب منتخب البرازيل.

أسطورة لا تُنسى

ورغم الهزات الأخيرة، يبقى كارلو أنشيلوتي أحد الأعمدة التي شيدت بها القلعة البيضاء الحديثة، من رونالدو إلى بيلينجهام، من العاشرة إلى الخامسة، حافظ أنشيلوتي على هدوئه، وترك بصمة لا تمحى.

قد لا تطول اللحظات المجيدة في مدريد، لكن أسلوب أنشيلوتي في الصبر والبناء جعل منه أكثر من مجرد مدرب… بل جزءًا أصيلًا من حكاية النادي الملكي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى