عمان بوست – بقلم خليل النظامي
في جلسة لم تزد عن ثلاثين دقيقة، وجدت نفسي أسيرا للضحك المتواصل بصحبة الزميل الكاتب المخضرم الصحفي عبد الهادي راجي المجالي، الذي يعرفه الناس بلقب “أجبد”،،،
ضحكاتي على ذلك الرصيف فاقت ضحكي حين شاهدت مسرحية مدرسة المشاغبين لأول مرة، فقد أخذني “أجبد”ببضع جمل بسيطة معقدة التركيب فقط، في جولة عابرة بين ميادين السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية، وعرج بي على ملامح العادات والتقاليد الأردنية السليمة والدخيلة، وكل ذلك بسخرية لاذعة وذكاء سردي مدهش،،،،
حديثه وتعليقاته ورمياته لم تكن مجرد نكتة عابرة، بل كنت وكأنني أقرأ نصا يوميا حيا، يختزل مأساة الواقع في ابتسامة، ويصيغ نقدا لاذعا بين سطور الضحك، كما لو كان يرسم لوحة ساخرة لـ الواقع بألوان الفكاهة الذكية الشرسة،،،،
وأنا في خضم ذلك كله،، بدأت أتساءل في داخلي، ولم أجد إجابة مقنعة،،،
لماذا لا يكتب لنا عبد الهادي أفلاما ومسلسلات كوميدية ودرامية تتناول الحياة الاجتماعية والسياسية في الاردن؟؟؟؟؟
هذا الرجل الأردني الأصيل يملك موهبة فريدة تؤهله أن ينافس كبار كتاب السيناريو والأفلام في العالم وليس فقط في العالم العربي، ويستطيع أن يظهر لنا ويوثق من خلال الدراما والكوميديا المصورة أجمل تاريخ اجتماعي وسياسي أردني، ويقدم لنا أرقى نقد ساخر إصلاحي يمزج بين أصالة المكان وعمق التجربة وحدة البصيرة.
الصحفي خليل النظامي
