محافظة: الأردن رائد في تدريس المهارات الرقمية والجامعات مدعوة لمراجعة خططها لمواكبة سوق العمل

عمان بوست – أكد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، أن الأردن يُعد من أوائل الدول التي أدرجت المهارات الرقمية والثقافة المالية ضمن مناهجها التعليمية، مشددًا على أهمية تطوير التعليم بما يتماشى مع المتغيرات المتسارعة عالميًا، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والخاص.

وجاءت تصريحات محافظة خلال جلسة حوارية موسعة نظمتها جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج”، السبت، تحت عنوان “تمكين التعليم لتسريع الابتكار الرقمي”، بحضور عدد من رؤساء الجامعات وممثلي الشركات التقنية وخبراء التعليم والتكنولوجيا.

وشدد الوزير على ضرورة أن تقوم الجامعات بمراجعة خططها الدراسية بصورة مستمرة، في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مؤكدًا الحاجة إلى تنسيق أكبر بين الجامعات والقطاع الخاص ضمن آليات واضحة.

التوسع في البنية الرقمية والتعليم المهني

وكشف محافظة عن خطط الوزارة للتوسع في البنية التحتية الرقمية في المدارس الحكومية، ومواكبة التطورات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم الرقمي، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا محوريًا في رفع جودة التعليم وتحسين مخرجاته.

وأشار إلى أن الوزارة تُطبق برنامج BTEC في المدارس المهنية، وهو برنامج يعتمد على المشاريع التطبيقية لتلبية متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي. وأوضح أن الإقبال على التخصصات المهنية تجاوز التوقعات، مع التوسع بإضافة تخصصات جديدة كالرعاية الصحية والرياضة اعتبارًا من العام الدراسي المقبل.

كما دعا الوزير إلى تغيير النظرة المجتمعية السلبية تجاه التعليم المهني، معلنًا عن حملة إعلامية قادمة لتعزيز الوعي بفوائده الاقتصادية والاجتماعية.

صويص: شراكة ناجحة مع الوزارة

وفي كلمته خلال اللقاء، أشاد رئيس هيئة المديرين في جمعية “إنتاج”، المهندس عيد أمجد صويص، بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي، مؤكدًا أن هذا التعاون أثمر عن تجاوز عدد من التحديات التي كانت تعيق التقدم في التعليم الرقمي، داعيًا إلى مواصلة الحوار وتطوير الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص.

وأضاف: “الوزير كان دائم الاستعداد للاستماع واتخاذ قرارات فعّالة. ما تحقق حتى الآن هو دليل على نجاح هذه الشراكة”.

البيطار: التعليم المرن ضرورة وطنية

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لجمعية “إنتاج”، نضال البيطار، أن بناء اقتصاد رقمي قوي يتطلب شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص والأكاديميا، فيما يُعرف بـ”الشراكة الثلاثية”، داعيًا إلى تبني نهج تعليمي مرن يركز على جودة المخرجات ويعزز المهارات التقنية لدى الخريجين.

تفاوت جغرافي وتحديات نوعية

وعرض براء الكيلاني من الجمعية، إحصائيات تشير إلى وجود خلل في التوزيع الجغرافي لخريجي تخصصات تكنولوجيا المعلومات، حيث يتركز 87% منهم في وسط المملكة، مقابل 21% في الشمال و7% فقط في الجنوب.

كما بيّن أن نسبة النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا تبلغ نحو 33%، مع تفاوت ملحوظ بين المناصب الإدارية والفنية، ما يستدعي جهودًا أكبر لتمكين المرأة في المجالات التقنية.


الختام:
خلصت الجلسة إلى التأكيد على أهمية المواءمة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات السوق، وضرورة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتطوير المناهج، وتشجيع التعليم المهني، بما يعزز جاهزية الأردن للريادة في الابتكار والاقتصاد الرقمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى