ليلة المجد الأزرق.. الهلال يؤكد قدرة الأندية السعودية على مقارعة كبار أوروبا

عمان بوست – في ليلة كروية لا تُنسى، فرض الهلال السعودي اسمه بقوة على الساحة العالمية، بعد فوزه المثير على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4-3، في مواجهة امتدت إلى شوطين إضافيين ضمن دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة.
الهلال، الذي خاض المباراة وسط تحديات الإصابات والإجهاد، قدّم أداءً واقعياً متوازناً، ونال إشادة واسعة من النقاد والمراقبين، فيما كشف اللقاء عن خلل واضح في أداء مانشستر سيتي رغم تعاقداته الجديدة، الأمر الذي بدا جلياً في غياب الحلول التكتيكية لدى المدرب بيب جوارديولا.
فوز تاريخي ورسالة قوية لأوروبا
الانتصار أمام السيتي، بطل دوري أبطال أوروبا، لم يكن مجرد مفاجأة؛ بل تجسيداً فعلياً لثمار خطة تطوير الدوري السعودي، حيث ظهر الهلال بنديّة واضحة أمام أحد أقوى فرق العالم. وبدعم من المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي وتشكيلة تضم نجوماً عالميين مثل سافيتش، نيفيز، وكوليبالي، أثبت “الزعيم” أنه يملك كل المقومات لمقارعة أندية الصف الأول في أوروبا.
إنزاغي يرد الدين
مدرب الهلال سيموني إنزاغي، الذي سبق وخسر نهائي دوري الأبطال مع إنتر ميلان أمام مانشستر سيتي في 2023، عاد ليقود “الأزرق” لانتصار تاريخي على الفريق الإنجليزي. بخطة محكمة وتكتيك مرن، أثبت إنزاغي أنه تعلم من الماضي، واستطاع أن يتفوق على جوارديولا في واحدة من أقوى مواجهات البطولة.
ماركوس ليوناردو.. دموع بطل
في ظل غياب متروفيتش وسالم الدوسري، حمل ماركوس ليوناردو عبء الهجوم، ونجح في تسجيل هدفين حاسمين، ليتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة. لم تثنه إصابة زميله مالكوم ولا الضغوط، فقدم أداءً بطولياً تكلل بدموع مؤثرة مع صافرة النهاية، تعبيراً عن حجم الإنجاز والمسؤولية.
بونو.. جدار لا يُخترق
على الطرف الآخر من الملعب، وقف الحارس المغربي ياسين بونو كجدار منيع أمام محاولات السيتي، متصدياً لست فرص خطيرة في الشوط الأول وحده. بونو، الذي سبق له التألق في الملاعب الأوروبية، قدم دليلاً إضافياً على أن الدوري السعودي بات يحتضن نخبة من أفضل اللاعبين في العالم.
علامات استفهام في السيتي
رغم تسجيله هدف التعادل الثالث، لم يتمكن فيل فودين من إنقاذ فريقه الذي بدا عليه التذبذب، في ظل سياسة المداورة التي يتبعها جوارديولا. أما رودري، فظهر بعيداً عن مستواه، وخرج سريعاً بعد دخوله، في تبديل أثار تساؤلات حول جاهزيته الفنية والبدنية.
الهلال.. نحو العالمية بثقة
الهلال لم يكتفِ بتعادل أمام ريال مدريد في الجولة الأولى، بل واصل طريقه بثبات وإصرار، ليؤكد أن ما حققه لم يكن صدفة، بل نتيجة عمل احترافي طويل الأمد. ورغم الغيابات، استطاع تقديم ملحمة كروية خالدة، تُعلن بداية عهد جديد لكرة القدم السعودية على المسرح العالمي.
“ليلة المجد الأزرق” ليست فقط انتصاراً للهلال، بل رسالة واضحة بأن الكرة السعودية باتت على موعد مع المستقبل، وأن مقارعة كبار أوروبا لم تعد مجرد حلم، بل واقع يترسخ بثقة وإصرار.