فراعنة يكتب : عقدة تورط المستعمرة

عمان بوست – بقلم الكاتب السياسي حمادة فراعنة
ليست محبة لنتنياهو، ورغبة في إنقاذه من مستنقع الأمواج المحيطة به، بل لأنه ورط المستعمرة بورطة لم يتمكن إلى اليوم من إخراجها مما علق بها من فشل واخفاق، ومن دونية وتعرية امام المجتمع الدولي.
لقد فشل نتنياهو وفريقه السياسي المتطرف في مواجهة عملية 7 أكتوبر وتداعياتها، إلى الآن، لم يتمكن من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، ولم يتمكن من إنهاء المقاومة الفلسطينية وتصفيتها، رغم احتلاله لقطاع غزة.
يسعى نتنياهو من خلال الخطة العسكرية الجديدة إلى تركيز احتلال مدينة غزة، ولكنه يصطدم بمظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين، وتحفظ الجيش من خطته حيث يعلن قادته أنه لم يعد أي هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في إعادة اجتياح قطاع غزة، والاستمرار في الاحتلال للقطاع ، كما أن حجم القتل والجرائم والتجويع والعطش والحصار الذي فرضه على مدنيي قطاع غزة، استفز العالم، وخاصة البلدان الحليفة للمستعمرة، التي ساهمت في صنعها وحمايتها وتقويتها: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وباقي البلدان الأوروبية.
بني غانتس دعا حلفاءه من المعارضة: يائير لبيد وليبرمان للالتحاق بالحكومة، وتشكيل «حكومة إنقاذ» حتى يوفر الفرصة إلى نتنياهو للانسحاب بدون تحميله مسؤولية الفشل والإخفاق وتقديمه للمحاكمة، فهو يريد إنقاذ «المستعمرة» من الورطة التي أوقعها فيها نتنياهو، حيث أخفق وفشل، وسيقع عليه وعلى المستعمرة الفشل والهزيمة أكثر إذا واصل الحرب بدون تحقيق مكاسب استراتيجية وفق تقديرات الجيش.
بيني غانتس سبق وله أن التحق بحكومة نتنياهو بعد عملية 7 أكتوبر لمواجهة «العدو الفلسطيني الواحد»، وهو يدعو أحزاب المعارضة للالتحاق بالحكومة، بعد فشل الحكومة وإخفاقها أمام «العدو الفلسطيني»، رغم قدرات المستعمرة وتفوقها العسكري، ورغم سلسلة الاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية والسياسية الفلسطينية، ولكنها أخفقت وفشلت، وإن لم تُهزم بعد بسبب 7 أكتوبر، فالهزيمة تتجسد بالرضوخ للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، والتسليم بفك الحصار عن القطاع، وهي حصيلة لم تتحقق بعد.
قوى المعارضة الإسرائيلية رغم ترددها بقبول اقتراح بيني غانتس، ولكنه قدم الاقتراح لحكومة «وحدة» تضم الائتلاف مع المعارضة، لمواجهة «العدو» الفلسطيني.
ولكن هل تتوفر لدى الفصائل الفلسطينية التي تحتاج وتتطلب الوحدة الوطنية لمواجهة العدو الإسرائيلي المتفوق؟؟
الفلسطينيون هم بحاجة للوحدة، ولكن عقلية الاستئثار والتفرد لدى طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس، تحول دون التوصل إلى الصيغة الجبهوية المطلوبة، ووحدتها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة وبرنامجها السياسي الموحد، فهل تتمكن من القفز وتجاوز عقلية الاستئثار ويتعلمون من عدوهم الإسرائيلي المتفوق.