المراشدة تكتب : الضربة التي توجع القلب بتكبر العقل ..

عمان بوست – بقلم سامية المراشدة
في الآونة الأخيرة شاهدنا مشاهد غريبة بعض الشيء في مجتمعنا ،بل تركت ندوب شوهت معالم الطفولة وحتى البالغين وكبار السن بالرغم من زخم المختصين الذين يملئون هذا الفضاء بالريلز كيف تتغلب عن مشاعر الخذلان والإحباط والاكتئاب وتقدم لك النصائح كيف تنجوا من الكوارث النفسية وتشجعك على اليوغا والرياضة البدنية ،تقدم لك معلومات ماذا تأكل وفائدة الشوكلاته وعصير الليمون بالنعناع في تهدئة الأعصاب ، لكن لم أكن في يوم اشاهد طفلا يبكي إلا على لعبة أو على علامة فقدها ،او ضاع مصروفه أو حتى يبكي لانه ضُرب من والديه أو من مدرسه ،حتى في طفولتنا شهدنا قسوة نوعية لكن ربت فينا قيم وذكريات جميلة ، من هذه الظروف كنا نسير مسافة إلى المدرسة على قدمينا ذهاباً واياباً، كنا نسمع أشد العبارات ونتأدب ،كان يسمح لنا بمصروف واحد فقط يومياً ،كنا نرَ شندويشة الزيت والزعتر هي الوجبة الصباحية الأمثل ،كنا اطفال نلعب الدواحل والغماية والحجلة، كنا لا ننسجم إلا مع فلونه وعدنان ولينا وأليسا في بلاد العجائب ،كانت امهاتنا تفهم من عيوننا أننا لسنا على ما يرام ،بل كانت الأم تتصنع الحيل حتى تفهم ماذا يجري مع أبنائها ، اليوم نشاهد اطفال يبكون بحرقة على اغاني الشامي وغيره ،والأهالي لا يدركون على ماذا يبكون ؟ “ويأتيك الجواب والله ما إحنا مقصرين معهم” ،يبكون بحرقة وكأن هناك شيء يداعب مشاعرهم الطفولية يذكرهم مما كانوا فيه لربما حتى ما قبل الولاده ،لكن لو تعمقت بالموضوع أتصور أن يجب دراسة الموضوع جدياً ،تأثير المشاكل الزوجية أو النفسية على الحمل .
الحالة الإنسانية نعم تعرضت لضربات شديدة بسبب تأثير الحروب وبسبب الإجرام الذي نشاهده لكن كما يقال “تعودنا” لكن في الحقيقة ،أن الإنسان يخزن في قلبه حتى يصبح قنبلة بكائية أو جلطة قلبية مفاجأة حتى لو صمدت لسنوات ، تذرف الدموع بين حين وآخر على مبدأ البكاء علاج يريح وفعلا يرتاح الشخص “هذا علاج يوصفه كبار السن أصحاب الخبرة “، بينما نفتقد دور الأهالي في مجالسة الأبناء ،مصاحبة الأب لأبنه ومصاحبة الأم لأبنتها ،هذا الجيل المغمور بالعواطف الجياشة “جيل رقيق هش يتصرف مع الحياة فقط من ناحية إلكترونية ، يريد الاهتمام أكثر وعلى نهج المثل الذي يقول “اذا كبر ابنك خاويه” لكن يبتعد عمداً الأبناء عن الأهالي ،لا يوجد مساحة للمصارحة بل يجد من يدخل عليه من ابواب الالتزام الديني كحل وحيد وهو جيد جداً لكن هذا الجيل لابد أن تجد له أبواب متعدده تجذب شخصيته لتكسبه .
ولم تقف من هنا فقط ،بينما الهرمونات تلعب دور كبير عند الكبار أيضا ً ما بعد سن الاربعين ولابد من ضبطها ،في لخطبة العواطف ،حركتنا اغنية صحاك الشوق ، بالفعل صحانا الشوق ولا أنكر ذلك ،لكن ماذا بعد تلك الصحوة؟ نبحث عن حب جديد ؟ أم نتفقد ما لدينا من حب قديم ، ماذا عن المتزوجين وعندهم أبناء ؟،لكن المضحك أن الام والاب والابناء ولربما الاحفاد كلها في وقت واحد يرددون صحاك الشوق يا حبيبي ،وتغنى بعمق مشاعري ، لكن خربطة المشاعر هذه تعرض لها البعض من قبل على زمن عبد الحليم حافظ وحينما توفى تسبب حالات انتحار ، نعم العواطف بحر لها اول وليس لها نهاية ، لكن مرحلة وتمر ، لكن لها تأثير سلبي أكثر من هو إيجابي خاصة على الكبار والصغار ،ان صدمات العاطفية تترك اثر هو الشعور بالفراغ الروحي ،في وقت قل الصديق الوفي تتحدث معه يكون بئر الاسرار ورفيق دائم وباحة للفضفضات ،واختيار الحيوانات”الكلب والقطة بديل عن الرفقاء” ، وتفتقد الحب الحقيقي ،حينما يدق المحب الباب و الحب يهرب من الشباك بسبب الفقر والبطالة وزيادة المهور وغلاء المعيشة ، نحن نقول خربطة مشاعر ،لكن الأطباء النفسيين يقولون انها اضطرابات نفسية ،اولها حبة دواء يضطر لها وآخرها لابد من النسيان ، وكما يقال الضربة التي توجع القلب بتكبر العقل ..