فراعنة يكتب : التسجيل المفبرك

عمان بوست – بقلم الكاتب حمادة فراعنة
تسجيل مفبرك تم بثه، وتوزيعه بشكل مكثف يوحي بانهيار السلطة الوطنية الفلسطينية لعدة أسباب، ومظاهرها هي:
1 – عدم قدرة السلطة على تغطية رواتب الموظفين وعدم قدرتها على توفيرها، ويتم حاليا صرف 35 بالمئة فقط من الراتب للموظفين.
2 – طلب المستعمرة إخلاء مقارات السلطة، في الريف الفلسطيني والاغوار، بدءاً من محافظتي الخليل وبيت لحم.
3 – إلغاء أية مظاهر فلسطينية لدى المادرس: إزالة العلم الفلسطيني، عدم بث النشيد الوطني الفلسطيني، إزالة صور الشهداء والرموز الوطنية.
4 – السلطة ستسلم مقارها و مسؤولياتها، وتتنازل عن إداراتها، بشكل كامل لسلطات الاحتلال.
5 – حركة فتح لن تستطيع مقاومة مشروع انهيار السلطة الفلسطينية.
6 – انهيار المنظومة التعليمية لعدم قدرة السلطة على توفير الرواتب.
7 – تعليمات وزير مالية حكومة المستعمرة سموترتش وأبلغ البنوك بها، بعدم صرف أي مبلغ للسلطة بهدف تغطية صرف الرواتب.
8 – الأسبوع المقبل وفق المحادثة هو ميعاد وعنوان وتاريخ انهيار السلطة، وتوقف أعمالها.
هذا هو مضمون ونص الحوار المسجل بين شخصين، هلل احدهما على اخبار ومقدمات انهيار السلطة الفلسطينية، بعد أن تلقى واستمع للمعلومات والأخبار، الواردة أعلاه، و كان رده على تسليم السلطة الفلسطينية الى سلطات المستعمرة، بقوله فرحاً: «هذا كلام مفرح»، وحصيلته التخلص من السلطة ومشروعها وما تُمثل.
هجوم ومعارك وعدوان جيش المستعمرة على «كل» فلسطين : حرب غزة، حرب مخيمات الضفة الفلسطينية، إفقار السلطة بشكل متعمد، بث الإشاعات والافتراءات ضدها، خلاصتها أن معركة وجود قائمة بين المشروعين: الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الاحتلالي الإحلالي الإسرائيلي.
اليمين الإسرائيلي المتطرف السياسي والديني، ينظر للواقع، ويتعامل مع الوقائع، ويعمل الأفعال، ويرسخ التصرفات والإجراءات، باعتبارها معركة البقاء والوجود لمشروعهم، وحصيلة ذلك الانتصار أو الهزيمة، ولهذا تمارس المستعمرة وأجهزتها ومؤسساتها، كافة أدوات الدفاع، ووسائل الهجوم، بهدف تحطيم أي مظهر من مظاهر الحضور الفلسطيني على كافة أرض فلسطين، وتدمير كل ما استطاع الشعب الفلسطيني بناءه وقيامه وتأسيسه، والعمل على تقليص الوجود البشري العربي الفلسطيني المسلم المسيحي من على أرض الفلسطينيين ووطنهم، بالقتل المباشر، أو التهجير الإجباري المتعمد، فالمشروع الفلسطيني هو نقيض المشروع الإسرائيلي.
التسجيل المسجل الموزع بشكل لافت، جزء من المعركة السياسية النفسية، تعتمد معطيات موضوعية، ووقائع حسية، مفبركة، منظمة، واقعية أو هلامية، والهدف واضح، توافق بين الهجوم العسكري التدميري، والهجوم السياسي المترافق، وما منع الرئيس الفلسطيني وفريقه من الوصول إلى الجمعية العامة للامم المتحدة، على خلفية القرار الأميركي ووزير الخارجية ماركو روبيو سوى التوافق والتكامل مع معركة المستعمرة، بدعم واشنطن ضد الوجود والحضور والحقوق الفلسطينية وإحباط مسار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني برمته، من أجل الحرية والاستقلال والعودة.