الخواجا يكتب : عمان وحديث على الهامش مع عمدتها

عمان بوست – بقلم د. ماجد الخواجا

لم يكن لقاءً مخططاً له، ولم يأت ضمن أية غايات محددة، كان عفوياً تم اختطافه من عمق انشغالات الأمين أو بصفته الحالية رئيس اللجنة البلدية لأمانة عمان معالي الدكتور يوسف الشواربة أبو فراس، بعد الترحيب نظرت إليه وأنا أقول: عمان تصحو وتنام على هواجس وأحلام، وأنت الأمين الذي يفترض أنه يحمل آمال وآلام مليوني عماني، صححني قائلاً: أربعة ملايين عمّاني. باشرت بسؤالٍ مفتوح عن عمان إلى أين. في ابتسامة هادئة مع نبرة صوت منخفضة، قال عمان بخير، فهي كانت وما زالت الحضن الدافئ لأهلها وضيوفها والمقيمين بها، قلت: ما حكاية تحرير الأرصفة واستعادتها من المغتصبين لها، قال كل رصيفٍ في عمان هو حق للمشاة، ولا يجوز الاعتداء عليه تحت أية ذريعة، حتى لو كان بزراعة الأشجار والورود أو بوضع المظلات أو بأية عوائق تمنع الاستخدام الطبيعي للأرصفة، عمان سيكون الرصيف حق للمشاة فيها. قلت هل هناك عجز مالي كما هو حال البلديات البائس. قال نعم هناك مليار دينار ديون على الأمانة لكن يتم سدادها حسب الأصول، علماً ان موازنة الأمانة تتجاوز الملياري دينار سنوياً، قلت ماذا عن النفايات ومعالجتها، قال نحن في عمان من أفضل المدن التي تعالج النفايات حيث يتم استيلاد الطاقة والاستفادة منها بسنب عالية. قلت ماذا عن الاستثمار هل لدى عمان استثمارات رابحة ومجزية أم أنها مجرد مشاريع فاشلة أو وهمية. أجاب ايضاً بمحبة وهدوء: نعم هناك استثمارات جيدة جداً لدى الأمانة وتعود عليها بعوائد مجزية. قلت سمعنا عن مشاريع مشتركة مع القطاع الخاص وجهات عربية في عديد من مناطق عمان ومنها مشروع كبير في عبدون الشرقي. قال: بإمكانك أن تقول أن عمان عبارة عن ورشة دائمة من مشاريع لا تنتهي، وهناك مشروع كبير وواعد في عبدون بتكاليف عالية لكن يتوقع أن يعود بالنفع كاستثمار طويل الأمد. قلت وماذا عن حراج طبربور ونقله من موقعه، قال نعم سيتم نقل الحراج إلى الماضونة حيث تم تجهيز المنطقة بأفضل ما يمكن ويخدم عمليات البيع والشراء والإصطفاف والحركة بسهولة ويسر. قلت هل ستبقى عمان غربية وشرقية، قال نحن لا نعترف بذلك ونسميها حسب جغرافيتها فنقول شرق عمان وغرب عمان، وقال أنا ابن شرق عمان وبفخر ومحبة، وتابع بالقول أن شرق عمان ستكون المنطقة التنموية الكبرى في عمان، وأن علي زيارة الحدائق العامة في المقابلين التي لا تقل وربما تتفوق على حدائق الحسين في تجهيزاتها ومساحتها، وهي حدائق خدمة عامة بالمجّان. قلت ما معنى مجالس الإعمار المستحدثة كما هو الآن في مجلس غعمار الجيزة، قال أن الجيزة تعتبر بلدية مستقلة وليست تابعة للأمانة، تماماً كما هو حال بلدية سحاب، ناعور، الموقر، فهي ضمن حدود محافظة العاصمة، لكنها خارج اختصاص وتبعية الأمانة. وهي تجربة الهدف من ورائها تنمية المنطقة التي تتبع لها. قلت هل هناك نوايا لتوسعة امتدادات الباص السريع، قال نعم سيكون امتداد إلى مدينة السلط في العام القادم لكن دون تخصيص مسار خاص به كما هو في داخل عمان حيث سيتسغل مسرب من الطريق العام ويخصص للباص السريع.
قلت هل الأمانة معنية بموضوع استيفاء رسوم استخدام الطرق السريعة. قال إننا في عمان وأقصد داخلها لا توجد نيّة لذلك حتى الآن وإذا اتجهت النوايا لمثل هذا، فهو يتطلب بنية تحتية كاملة مخصصة للطرق السريعة مدفوعة الأجر. أما خارج عمان فهذا من شأن واختصاص وزارات الأشغال والنقل وغيرها. قلت هل يمكن تخصيص وسط البلد كمنطقة مقصورة للمشاة دون المركبات، قال يصعب ذلك بسبب طبيعة المنطقة فهي نقطة وصل وربط بين مختلف الاتجاهات، كما أنها ممتدة ومتشعبة بحكم أنها قائمة على مجرى وديان وسيول، لكن يمكن التفكير في التقليل من حجم وحركة المركبات في وسط البلد عبر إجراءات خاصة. قلت صويلح أنا من أبنائها لسنين طويلة، وأشعر أنها تحتاج لكثيرٍ من الأشياء التي لا أدري ما هي، قال صويلح مدينة مظلومة وتستحق العناية، وهي كانت عبر التاريخ ممراً وتقاطعاً حيوياً لكافة المدن الأردنية، وطبيعتها الجغرافية صعبة نتيجة التكدّس السكاني في بعض الأحياء، مما يجعل أية إحداثات أو تغييرات تكاد تكون صعبة للغاية. لكنها تستحق العناية، وأعتقد أن وجود محطة الباص السريع الرئيسة فيها سيعمل على تطوير الحركة التجارية والبيئية والاجتماعية فيها.
قلت الحقيقة أنني جئت ولا توجد لدي أجندة لقاء أو محضر اجتماع أو مجموعة اسئلة جاهزة، فقط من فيض الخاطر كانت بداية ونهاية اللقاء. أنهيت بالقول: نزور مدناً وبلاداً كثيرة، لكن عمان فيها شيء من الدفء والحنين قلّ نظيره. ابتسم أبو فراس وهو يهزّ رأسه تأييداً دون كلام. وعدته بعودةٍ قريبةٍ يكون فيها الحديث أكثر وقعاً ومقاربة.