“موسم الصفقات الكبرى: أسرار الميركاتو السعودي بين المال والتخطيط”
عمان بوست – أصبح الدوري السعودي للمحترفين صيفًا بعد صيف حديث العالم، بعدما تحوّل الميركاتو الصيفي من مجرد فترة انتقالات محلية إلى حدث عالمي يترقبه عشاق الكرة في جميع القارات. لم تعد الصفقات في الدوري السعودي أقل إثارة من الدوريات الأوروبية الكبرى، بل صارت محط أنظار الصحافة والمنصات الرياضية العالمية.
دوري عالمي
وفق بيانات موقع “ترانسفير ماركت”، أنفقت أندية دوري روشن السعودي الصيف الحالي نحو 462.73 مليون يورو، مقابل إيرادات بلغت حوالي 135.42 مليون يورو. ويأتي ذلك ضمن سياسة توسعية تهدف لجذب النجوم العالميين وتعزيز مكانة الدوري على الساحة الدولية.
وتصدّر نادي نيوم قائمة الأندية السعودية الأكثر إنفاقًا، يليه القادسية، فيما احتل الهلال المرتبة الثالثة، ثم النصر، الاتحاد، الأهلي، الشباب والنجمة.
صفقات نارية
شهد الصيف الحالي صفقات ضخمة على غرار ضم النصر للبرتغاليين جواو فيليكس وإنيجو مارتينيز، والفرنسي كينجسلي كومان، فيما ضم الأهلي الفرنسيين إنزو ميلوت وفالنتين أتانجانا والبرازيلي ماثيوس جونسالفيس.
كما تعاقد الاتحاد مع محمدو دومبيا وروجر فيرنانديز ويان كارلو سيميتش، والهلال مع داروين نونيز وثيو هيرنانديز ويوسف أكتشينيك وماتيو باتوييه، بينما تعاقد القادسية مع ماتيو ريتيجي وأوتافيو مونتيرو وكريستوفر بونسو باه.
دهاء وتخطيط
الميركاتو السعودي هذا الصيف جمع بين سطوة المال ودهاء التخطيط. فبعض الأندية مثل الهلال والنصر والقادسية أنفقت مبالغ ضخمة لضمان نجوم الخبرة، بينما اعتمد الأهلي والاتحاد على استقطاب لاعبين شباب بجودة عالية وتوفير مبالغ كبيرة دون التفريط في الجودة، ما يعكس استراتيجية متوازنة بين الاستثمار المالي وتخطيط طويل الأمد.
ضغوطات متوقعة
الأندية الكبيرة التي أنفقت بكثافة، مثل الهلال والنصر والقادسية، تواجه ضغطًا جماهيريًا كبيرًا لتحقيق الألقاب، بينما الأهلي والاتحاد مطالبان بالحفاظ على الإنجازات السابقة ومنافسة الأندية الأكثر إنفاقًا. الجماهير السعودية لن ترضى إلا بالمراكز الأولى، خصوصًا مع التحديات المرتقبة للموسم الجديد.
في النهاية، يثبت الدوري السعودي أنه لم يعد مجرد بطولة إقليمية، بل منصة جذب لنجوم العالم، وصيف صيفه بالمال والدهاء التخطيطي، ليصبح الميركاتو السعودي حدثًا عالميًا بامتياز.
