إسكوا: خدمة الدين في الدول العربية متوسطة الدخل تصل إلى مستويات قياسية تجاوزت 40 مليار دولار

عمان بوست – كشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) عن وصول خدمة الدين الخارجي للدول العربية متوسطة الدخل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت 40 مليار دولار في عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 15% من الإيرادات العامة، مقارنة بـ 7% فقط في عام 2010.
أرقام تدق ناقوس الخطر
في الدول المنخفضة الدخل، تجاوزت خدمة الدين حاجز المليار دولار خلال عامي 2023-2024، وفقًا لتقرير “آفاق الدين والمالية العامة للمنطقة العربية”، الذي أطلقته الإسكوا خلال ورشة عمل في عمان حول تحسين استراتيجيات الدين وتمويل التنمية المستدامة.
ومنذ عام 2010 وحتى 2023، تضخم الدين العام في المنطقة العربية بمقدار 880 مليار دولار، في حين نما الناتج المحلي الإجمالي بنحو 791 مليار دولار فقط، ما يعكس فجوة متزايدة بين الدين والنمو الاقتصادي.
كلفة الاقتراض تثقل الكاهل
التقرير أشار إلى أن كلفة الاقتراض في الدول متوسطة الدخل بالمنطقة تجاوزت 5% للديون بالعملات المحلية والأجنبية، وهو معدل يفوق نظيره في الأسواق الناشئة عالميًا. الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، أكدت أن تخفيض أسعار الفائدة على مستوى الأسواق الناشئة كان يمكن أن يوفر للمنطقة 1.8 مليار دولار في مدفوعات الفائدة عام 2023.
الحلول المقترحة
التقرير قدم خطة عمل ثلاثية الأبعاد، تشمل:
- تحسين إدارة الديون: من خلال تعزيز كفاءة حافظات الديون وتقليل التكاليف.
- زيادة كفاءة الإيرادات والنفقات العامة: بما في ذلك زيادة ضرائب الدخل الشخصي وضرائب الشركات إلى المتوسط العالمي بنسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي، ما قد يضيف 14 مليار دولار إلى الخزينة العامة.
- تعزيز التمويل المبتكر والمستدام: لضمان تحقيق التنمية الشاملة والطويلة الأجل.
دعوة للتغيير الجذري
الإسكوا شددت على ضرورة تعزيز المرونة الاقتصادية والمالية في الدول العربية لمواجهة التحديات التمويلية المتزايدة، مع تفعيل الحوار الدولي حول التمويل المستدام، بما يسهم في توزيع الأعباء بشكل عادل ودفع عجلة التنمية.
تقرير الإسكوا يضع السياسات العربية أمام تحدٍ حقيقي لتجاوز أزمة الدين والعودة إلى مسار اقتصادي مستدام، في وقت أصبحت فيه الخيارات محدودة والرهانات كبيرة.