هاريس تصعّد الهجوم ضد ترامب في مناظرة نارية وتكسب دعم الجماهير
عمان بوست – شهدت الساحة السياسية الأميركية ليلة ساخنة، حيث أثارت نائبة الرئيس الديمقراطية، كاملا هاريس، موجة من الانتقادات اللاذعة ضد خصمها الجمهوري دونالد ترامب خلال مناظرة رئاسية محتدمة الأربعاء. هاريس وضعت ترامب في موقف دفاعي، مهاجمة إياه حول قضايا حساسة مثل الإجهاض، ملاءمته للمنصب، والمشاكل القانونية المتزايدة التي يواجهها.
المناظرة شهدت لحظة بارزة عندما أعلنت نجمة البوب تيلور سويفت دعمها الصريح لهاريس على حسابها على إنستغرام، ما أدى إلى تفاعل هائل من جمهورها. وقد اكتسب منشورها ما يقرب من مليوني إعجاب في أقل من نصف ساعة، مما أعطى دفعة قوية لحملة هاريس.
هاريس (59 عاماً) لم تتوانَ عن تحدي ترامب بشكل متكرر، ما دفعه للرد بغضب. وفي لحظة ساخرة، أشارت إلى أن الحشود في تجمعاته الانتخابية يغادرون مبكراً بسبب “الملل”، ما أثار رد فعل فوري من ترامب الذي ادعى أن “حشودنا هي الأكبر في تاريخ السياسة”، بينما لجأ إلى تصريحات غريبة عن المهاجرين.
المناظرة تناولت قضايا مثل الهجرة، السياسة الخارجية، والرعاية الصحية، لكن قلة التفاصيل السياسية لم تمنع هاريس من توجيه ضربات موجعة لترامب. حلفاء هاريس شعروا بالابتهاج من أدائها، بينما اعترف بعض الجمهوريين بأن ترامب أضاع الفرصة لتوجيه النقاش نحو سياسات الاقتصاد والهجرة.
اللحظات الحاسمة في المناظرة شهدت أيضاً تكرار ترامب لمزاعم كاذبة حول فوزه في انتخابات 2020، في حين وصف هاريس بـ”الماركسية” واتهمها زوراً بتأييد العنف الناتج عن الهجرة.
مع اقتراب الانتخابات بعد ثمانية أسابيع، شكّلت هذه المناظرة نقطة تحول لكل من هاريس وترامب، حيث تابع عشرات الملايين من الناخبين وقائع هذا الاشتباك السياسي الحاد عبر شاشات التلفاز.
لحظة تاريخية المناظرة شهدت مصافحة مفاجئة بين الخصمين، وهي الأولى في مناظرات رئاسية منذ عام 2016. هاريس، التي دخلت السباق بعد انسحاب بايدن قبل سبعة أسابيع، استفادت من هذه اللحظة لزيادة حضورها في وعي الناخبين، خصوصاً أن العديد منهم لا يزالون غير متأكدين من مواقفها.
هاريس ركزت على قضايا الإجهاض بحماس، مشيرة إلى المعاناة التي تواجهها النساء بسبب قوانين الحظر الصارمة التي فُرضت بعد إلغاء حق الإجهاض على المستوى الوطني في 2022.
بالمقابل، ترامب استمر في مهاجمته المعتادة لهاريس والديمقراطيين، زاعماً أنهم يؤيدون “قتل الأطفال”، وهو ادعاء أثار الكثير من الجدل.
الاقتصاد في صلب النقاش اقتصادياً، اشتبك المرشحان حول السياسات المالية، حيث هاجمت هاريس نية ترامب فرض رسوم جمركية عالية، واصفةً إياها بأنها ضريبة على الطبقة المتوسطة. ترامب بدوره انتقد ارتفاع التضخم خلال إدارة بايدن، على الرغم من المبالغة في تقديراته.
المعركة السياسية لم تقتصر على الداخل، فقد تبادلا الانتقادات حول الأزمات الدولية مثل حرب إسرائيل في غزة والغزو الروسي لأوكرانيا، لكن التفاصيل حول كيفية التعامل مع هذه الأزمات بقيت غامضة.
من غير المتوقع أن تكون هذه المناظرة هي الأخيرة، حيث سارعت حملة هاريس لتحدي ترامب في مناظرة أخرى، في مؤشر على الثقة التي اكتسبتها نائبة الرئيس من أدائها القوي.