عالمي بوستعربي ودولي

بعد رحيل الأسد: رئيس وزراء سوريا يوافق على تسليم السلطة لحكومة إنقاذ يقودها معارضون

عمان بوست – أعلن محمد الجلالي، رئيس وزراء حكومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، عن موافقته الاثنين على تسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ جديدة يقودها مقاتلون من المعارضة، وذلك بعد سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق وهروب الأسد إلى روسيا.

نهاية حكم الأسد بعد 13 عاماً من الحرب

يشكل هذا التطور نهاية لعهد الأسد الممتد لأكثر من خمسين عاماً، ويأتي تتويجاً لحرب أهلية دامت 13 سنة، أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين ودمَّرت البلاد بشكل غير مسبوق. ووسط أجواء من التفاؤل داخل سوريا وخارجها، بدأ السوريون في الداخل بالنزول إلى الشوارع بعد فترة حظر تجول فرضها المقاتلون في العاصمة، بينما أعاد النظام المعارض السيطرة على بعض المنشآت الحيوية في دمشق.

انتقال السلطة وتشكيل الحكومة الانتقالية

في تصريح لقناة العربية، أكد الجلالي أن عملية تسليم السلطة إلى حكومة الإنقاذ ستستغرق عدة أيام، مشيراً إلى أن هذه الحكومة ستكون متمركزة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا. من جهته، أفاد مصدر مطلع أن رئيس هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، قد اجتمع مع الجلالي ونائب الرئيس السوري فيصل المقداد لمناقشة ترتيبات الحكومة الانتقالية.

خروج الأسد وهروب حلفائه

ويبدو أن تداعيات سقوط الأسد لا تقتصر على تغيير النظام فقط، بل تمتد لتغيير المعادلات السياسية في المنطقة. فقد سادت حالة من البهجة بين السوريين في مخيمات اللجوء في تركيا ولبنان والأردن، حيث أصبح بمقدورهم الآن العودة إلى بلادهم بعد سنوات من التشتت. كما شهدت دمشق حركة كثيفة في شوارعها بعد أشهر من الهدوء.

الهيمنة الإيرانية والروسية تنهار

أما في سوريا، فقد انتهى النفوذ الإيراني والروسي بشكل مفاجئ، في الوقت الذي كانت فيه إيران وروسيا تُمارسان نفوذهما في المنطقة من خلال دعم الأسد. وتركيا، التي كانت أحد أكبر حلفاء المعارضة، خرجت من الأزمة أكثر قوة، في حين أصبح تحدي دمج سوريا ضمن المجتمع الدولي أحد أبرز الملفات السياسية أمام الحكومات الجديدة.

مستقبل سوريا: تحديات كبيرة وإعادة بناء

ورغم الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية، يواجه الجولاني، الذي كان يوماً ما مرتبطاً بـ تنظيم القاعدة، تحديات كبيرة في إعادة بناء سوريا، خاصة وأنه ما زال يُصنف من قبل الأمم المتحدة كـ جماعة إرهابية. وتعهّد الجولاني في خطاب جماهيري في المسجد الأموي بدمشق بإعادة بناء سوريا لتكون “منارة للأمة الإسلامية”، في خطوة قد تكون بداية لتغيير المسار السياسي في المنطقة.

سوريا بعد الأسد: مشهد ضبابي وتحديات إقليمية

وفي الوقت الذي يعلن فيه المعارضة المسلحة عن عفو عام لجميع المجندين في الجيش السوري، يرى المراقبون أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة من إعادة البناء قد تحمل بين طياتها تحديات إقليمية ودولية معقدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى