عمان بوست –
كشف رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا، فارس البريزات، عن تراجع حاد في عدد الزوار الأجانب إلى المدينة الوردية، حيث انخفضت أعداد السياح بنسبة 75% خلال عام 2024 مقارنة بالعام الماضي. هذا التراجع الكبير ألحق خسائر فادحة بالقطاع السياحي، وأدى إلى إغلاق 14 فندقاً وتسريح 487 موظفاً من العاملين في القطاع الفندقي، فضلاً عن تأجيل مشاريع استثمارية ورأسمالية كانت مخططة للعام الحالي.
لجنة السياحة النيابية في البترا
جاءت هذه التصريحات خلال زيارة لجنة السياحة النيابية إلى البترا، الأربعاء، برئاسة النائب وصفي حداد، للاطلاع على التحديات التي يواجهها القطاع السياحي في اللواء، خاصة في ظل التداعيات الاقتصادية للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أثرت بشكل مباشر على حركة السياحة في الأردن.
انهيار قطاع الفنادق وتأثير على القطاعات المساندة
وأوضح البريزات أن إغلاق الفنادق لم يكن الخسارة الوحيدة، بل امتد التأثير إلى المطاعم، محال التحف، الرواحل، والنقل السياحي، مع تراجع ملحوظ في الحركة التجارية داخل اللواء بأكمله. وأشار إلى أن السلطة اضطرت إلى تقليص المشاريع الجديدة، مشدداً على أن استمرار الوضع الحالي يهدد استدامة عمل السلطة نفسها.
مطالب ملحة لإنقاذ السياحة
طالب البريزات خلال الاجتماع بضرورة تقديم حزمة من الإجراءات الداعمة للقطاع السياحي في البترا، حيث دعت جمعية فنادق البترا إلى:
- إعادة جدولة ديون الفنادق لدى البنوك.
- تأجيل الضرائب والاشتراكات في الضمان الاجتماعي.
- تقديم تسهيلات مالية لتخفيف الأعباء عن القطاع.
مواقف نيابية داعمة
من جهته، شدد رئيس لجنة السياحة النيابية، النائب وصفي حداد، على ضرورة توفير الدعم المالي العاجل لسلطة البترا، مشيراً إلى أن السلطة تدير الموقع السياحي الأهم في الأردن، والذي يسهم بشكل مباشر في وضع الأردن على خارطة السياحة العالمية. وأكد حداد أن أي تراجع في أداء القطاع السياحي في البترا سينعكس على الاقتصاد الوطني بشكل عام.
أما النائب يوسف الرواضية، فقد وصف الاجتماع بأنه الأول من نوعه للجنة في مقر سلطة البترا، حيث تم الاستماع إلى التحديات بشكل مباشر، مؤكداً ضرورة دعم السلطة والقطاع السياحي بآليات ملموسة تضمن حماية الوظائف وإنعاش السياحة في المنطقة.
دعوات لدعم البترا ومأدبا
من جانبها، قالت النائبة نجمة الهواوشة إن مدينتي البترا ومأدبا هما الأكثر تضرراً من تداعيات الحرب على غزة، مشيرة إلى أن كلا المدينتين تعتمدان بشكل كبير على السياحة الأجنبية، وهو ما يتطلب تقديم دعم استثنائي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيتهما السياحية.
خطر حقيقي يهدد السياحة الأردنية
تأتي هذه التطورات وسط تحذيرات من استمرار الانكماش السياحي، والذي قد يؤدي إلى تراجع الأردن في مؤشرات السياحة العالمية. ويجمع الخبراء على أن قطاع السياحة يحتاج إلى تدخل حكومي عاجل، للحيلولة دون مزيد من الإغلاقات في الفنادق والقطاعات المرتبطة بها، مع أهمية تنشيط السياحة الداخلية لسد جزء من الفجوة المالية.
